فِي كتاب الْجَوَاهِر فِي الْملح والنوادر قَالَ: نزل أَعْرَابِي من بني نهشل يكنى أَبَا الْأَغَر على بني أُخْت لَهُ من قُرَيْش بِالْبَصْرَةِ وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان فَخرج الرِّجَال إِلَى ضياعهم وَخرج النِّسَاء يصلين فِي الْمَسْجِد وَلم يبْق فِي الدَّار إِلَّا الْإِمَاء فَدخل كلب فَرَأى بَيْتا فدخله وانصفق الْبَاب فَسمع الْإِمَاء حَرَكَة فظنن أَن لصاً قد دخل الدَّار فَذَهَبت إِحْدَاهُنَّ إِلَى أبي الْأَغَر فَأَخْبَرته فَأخذ عَصا وَجَاء حَتَّى وقف على بَاب الْبَيْت فَقَالَ: أَيهَا اللص وَالله أما إِنِّي بك لعارف فَهَل أَنْت من لصوص بني مَازِن شربت نبيذاً حامضاً خبيثاً حَتَّى إِذا دارت الأقداح فِي رَأسك منتك نَفسك الْأَمَانِي. فَقلت: أطرق دور بني عَمْرو وَالرِّجَال خلوف وَالنِّسَاء يصلين فِي مسجدهن فأسرقهن سوءة لَك وَالله مَا يفعل هَذَا)
الْأَحْرَار بئْسَمَا منتك نَفسك فَاخْرُج بِالْعَفو عَنْك وَإِلَّا دخلت بالعقوبة عَلَيْك وَايْم الله لتخْرجن أَو لأهتفن هتفة
يلتقي فِيهَا الْحَيَّانِ: عَمْرو وحَنْظَلَة وتسيل عَلَيْك الرِّجَال من هُنَا وَلَئِن فعلت لتكونن أشأم مَوْلُود فِي بني تَمِيم فَلَمَّا رأى أَنه لَا يجِيبه أَخذه باللين فَقَالَ: اخْرُج بِأبي أَنْت مصوناً مَسْتُورا إِنِّي وَالله مَا أَرَاك تعرفنِي وَلَئِن عَرفتنِي لقد وثقت بِقَوْلِي واطمأننت