(وانضح جَوَانِب قَبره بدمائها ... فَلَقَد يكون أَخا دم وذبائح)

وَقد قَالَ قوم: إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك إعظاماً للْمَيت كَمَا كَانُوا يذبحون للأصنام.

وَقيل: إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ لِأَن الْإِبِل كَانَت تَأْكُل عِظَام الْمَوْتَى إِذا بليت فكأنهم يثأرون لَهُم فِيهَا.

وَقيل: إِن الْإِبِل أنفس أَمْوَالهم فَكَانُوا يُرِيدُونَ بذلك أَنَّهَا قد هَانَتْ عَلَيْهِم لعظم الْمُصِيبَة. انْتهى.

وَزِيَاد الْأَعْجَم هُوَ من شعراء الدولة الأموية أَبُو أُمَامَة زِيَاد بن سلمى مولى عبد الْقَيْس أحد بني عَامر. كَانَ ينزل إصطخر وَكَانَت فِيهِ لكنة فَلذَلِك قيل لَهُ الْأَعْجَم. قَالَه ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء.

وَقيل: كَانَت فِي لِسَانه عجمة ولأجلها قيل لَهُ: الْأَعْجَم.

وَقيل: لِأَن مولده ومنشأه كَانَ بِفَارِس. وَكَانَ جزل الشّعْر وَحسن الْأَلْفَاظ

على لكنته فِي لِسَانه.

رُوِيَ أَنه دَعَا غُلَاما لَهُ ليرسله فِي حَاجَة فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ: مُنْذُ دأوتك إِلَى أَن قلت لبي مَا كنت تصنأ يُرِيد: مُنْذُ دعوتك إِلَى أَن قلت لبيْك مَا كنت تصنع قَالَ ابْن قُتَيْبَة: هم الفرزدق بِهِجَاء عبد الْقَيْس فَبعث إِلَيْهِ زِيَاد: لَا تعجل حَتَّى أهدي لَك هَدِيَّة. فانتظرها زَمَانا ثمَّ بعث إِلَيْهِ:

(فَمَا ترك الهاجون لي إِن هجوته ... مصحاً أرَاهُ فِي أَدِيم الفرزدق)

(وَمَا تركُوا عظما يرى تَحت لَحْمه ... لكاسره أبقوه للمتعرق)

(سأكسر مَا أبقوه لي من عِظَامه ... وأنكت مخ السَّاق مِنْهُ وأنتقي)

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015