(وَإِنَّا وَمَا تهدي لنا إِن هجوتنا ... لكالبحر مهما يلق فِي الْبَحْر يغرق)

وَفِي الأغاني: كَانَ الْمُهلب بن أبي صفرَة بخراسان فَخرج إِلَيْهِ زِيَاد ومدحه فَأمر لَهُ بجائزة وَأقَام أَيَّامًا فَبَيْنَمَا هُوَ يشرب مَعَ حبيب بن الْمُهلب فِي دَار

لَهُ فِيهَا دالية عَلَيْهَا حمامة إِذْ سجعت الْحَمَامَة فَقَالَ:

(تغني أَنْت فِي ذممي وعهدي ... وَذمَّة وَالِدي من أَن تضاري)

(فَإنَّك كلما غنيت صَوتا ... ذكرت أحبتي وَذكرت دَاري)

(وَإِمَّا يَقْتُلُوك طلبت ثأراً ... يباء بِهِ لِأَنَّك فِي جواري)

فَقَالَ حبيب: يَا غُلَام هَات الْقوس. فَقَالَ لَهُ زِيَاد: وَمَا تصنع بهَا قَالَ: أرمي جارتك هَذِه.)

قَالَ: وَالله لَئِن رميتها لأستعدين الْأَمِير عَلَيْك فَأتي بِالْقَوْسِ فَنزع لَهَا سَهْما فَقَتلهَا فَدخل زِيَاد على الْمُهلب فحدثه الحَدِيث فَقَالَ الْمُهلب: عَليّ بِهِ.

فَأتي بحبيب فَقَالَ: أعْط أَبَا أُمَامَة دِيَة جارته ألف دِينَار. فَقَالَ: أَطَالَ الله بَقَاء الْأَمِير إِنَّمَا كنت أَلعَب فَقَالَ: أعْطه كَمَا أَمرتك. فَأعْطَاهُ وَشرب مَعَه مرّة ثَانِيَة فعربد عَلَيْهِ حبيب وَقد كَانَ مضطغناً عَلَيْهِ فشق قبَاء ديباج كَانَ عَلَيْهِ فَقَالَ: ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015