فَلَمَّا استجازوا حذفهَا حذفوا الثَّقِيلَة لِأَنَّهُمَا حرفا مصدر وَهَذَا الشّعْر للجموح أحد بني ظفر بن سليم بن مَنْصُور وبعدهما بيتان آخرَانِ وهما (الْبَسِيط)
(إِذْ هم كَرجل الدبى لَا در دِرْهَم ... يغزون كل طوال الْمَشْي مَمْدُود)
(فَمَا تركت أَبَا بشر وَصَاحبه ... حَتَّى أحَاط صَرِيح الْمَوْت بالجيد)
وروى هَذِه الأبيات الْأَرْبَعَة أَبُو تَمام فِي كِتَابه مُخْتَار أشعار الْقَبَائِل لراشد بن عبد الله السّلمِيّ ونسبها ابْن السيرافي وَابْن الشجري للجموح كَمَا ذكرنَا وَقَالَ ابْن السيرافي كَانَ من خبر الجموح الظفري أَنه بَيت بني لحيان وَبني سهم ابْن هُذَيْل بواد يُقَال لَهُ ذَات البشام وَكَانَ الجموح قد جمع جمعا من بني سليم
وَفِيهِمْ رجل يقودهم مَعَه يكنى بِأبي بشر فتحالف الجموح وَأَبُو بشر على الْمَوْت وَكَانَ فِي كنَانَة الجموح نبل معلمة بسواد حلف ليرمين بهَا جمع قبل رجعته فِي عدوه فَقتل أَبُو بشر وَهزمَ أَصْحَابه وأصابتهم بَنو لحيان تِلْكَ اللَّيْلَة وأعجز الجموح فَقَالَت لَهُ امْرَأَته وَهِي تلومه هلا رميت تِلْكَ النبل الَّتِي كنت آلَيْت لترمين بهَا وأمامه زَوجته وروى لما جِئْت طارقها وروى هلا رميت بباقي الأسهم الْأسود قَالَ أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي فِي كتاب النَّبَات وتتخذ السِّهَام من القنا وقلما يرغب فِيهَا أهل الْبَوَادِي لِأَنَّهَا خفاف وَإِن كَانَ مداها أبعد وقداح أهل الْبَوَادِي غِلَاظ ثقال عراض الحدائد فَهِيَ قَوِيَّة إِذا نشبت فِي الصَّيْد