الحرمان وَهَذَا الْبَيْت يرد مَذْهَب الْفراء الْقَائِل بِأَن مَا بعد لَوْلَا مَرْفُوع بهَا فَلَو كَانَت عاملة للرفع لذكر بعْدهَا هُنَا مَرْفُوع فَوَجَبَ كَونهَا غير عاملة لعدم مَرْفُوع وَهَذَا الَّذِي نسبه الشَّارِح الْمُحَقق إِلَى الْفراء نسبه ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْإِنْصَاف وَابْن الشجري فِي أمالية إِلَى الْكُوفِيّين وَذهب ابْن الْأَنْبَارِي إِلَى صِحَة مَذْهَبهم وَقَالَ الصَّحِيح مَا ذهب إِلَيْهِ الْكُوفِيُّونَ من أَن لَوْلَا نائبة عَن الْفِعْل الَّذِي لَو ظهر لرفع الِاسْم فَإِن التَّقْدِير فِي لَوْلَا زيد لأكرمتك لَو لم يَمْنعنِي زيد من إكرامك لأكرمتك إِلَّا أَنهم حذفوا الْفِعْل تَخْفِيفًا وَزَادُوا لَا على لَو فَصَارَ بِمَنْزِلَة حرف وَاحِد وَأجَاب عَن الْبَيْت بِأَن لَوْلَا هُنَا هِيَ لَو الامتناعية وَلَا مَعهَا بِمَعْنى لم لِأَن لَا مَعَ الْمَاضِي بِمَنْزِلَة لم مَعَ الْمُسْتَقْبل فَكَأَنَّهُ قَالَ قد رميتهم لَو لم أحد وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى {فَلَا اقتحم الْعقبَة} أَي لم يقتحمها ا. هـ.
وَقَالَ يُوسُف بن السيرافي فِي شرح شَوَاهِد الْغَرِيب المُصَنّف لأبي عبيد
الْقَاسِم بن سَلام لَوْلَا لَا يَقع بعْدهَا إِلَّا الْأَسْمَاء وَتَكون مُبتَدأَة وتحذف أَخْبَارهَا وجوبا وَتَقَع بعْدهَا أَن الْمَفْتُوحَة الْمُشَدّدَة وَهِي وَاسْمهَا وخبرها فِي تَقْدِير اسْم وَاحِد فَلَمَّا اضْطر الشَّاعِر حذف أَن وَاسْمهَا أَي لَوْلَا أَنِّي حددت يَقُول لَوْلَا أَنِّي حددت لقتلت الْقَوْم وَهَذَا قَبِيح لِأَنَّهُ يجْرِي مجْرى حذف الْمَوْصُول وإبقاء الصِّلَة وَيجوز أَن يكون شبه لَوْلَا بلو فأولاها الْفِعْل أَو شبه أَن الشَّدِيدَة بِأَن الْخَفِيفَة فَأن الْخَفِيفَة قد تحذف كَقَوْلِه (الطَّوِيل)
(أَلا أيهذا الزاجري أحضر الوغى)