كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة. يَقُول: إِذا مدحت وأعنته بكر آبَائِهِ الجاهليين كَانَ ذَلِك عين العي ثمَّ وضح هَذَا الْمَعْنى وتممه بقوله:
أَي: لَيْت مَا مدح بِهِ من الشّعْر استوفى ذكر مناقبه وَمَتى يتفرغ الشّعْر لذكر كُلَيْب وَأهل الدهور السَّابِقَة.
(خُذ مَا ترَاهُ ودع شَيْئا سَمِعت بِهِ ... فِي طلعة الشَّمْس مَا يُغْنِيك عَن زحل)
يَقُول: امدحه بِمَا تشاهده واترك مَا سَمِعت فَإِن الشَّمْس تغنيك عَن زحل. وَجعله كَالشَّمْسِ وآباءه كزحل.
وَالْمعْنَى: فِيمَا قرب مِنْك عوض عَمَّا بعد عَنْك وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ الْقَرِيب أفضل من الْبعيد.
وَقد وجدت مَكَان القَوْل ذَا سَعَة ... ... ... ... . الْبَيْت وترجمة المتنبي تقدّمت فِي الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ بعد الْمِائَة. وَهَذَا الْبَيْت إِنَّمَا أوردهُ لتنظير معنى بِمَعْنى.