بني غطفان مخصبة فرعت بَنو عَامر بن صعصعة نَاحيَة مِنْهَا فَأَغَارَ الرّبيع بن زِيَاد الْعَبْسِي على يزِيد بن الصَّعق وَكَانَ فِي كرش النَّاس أَي فِي جَمَاعَتهمْ فَلم يستطعه الرّبيع فاستفاء سروح بني جَعْفَر والوحيد ابْني كلاب واستفاء من الْفَيْء وَهِي الْغَنِيمَة أَي ردهَا مَعَه وَالْمعْنَى فاستاق سروحهم والسرح الْإِبِل الَّتِي ترعى فَقَالَ فِي ذَلِك الرّبيع (الوافر)
(فَإِذا أَخْطَأت قَوْمك يَا يزيدا ... فأنعى جعفرا لَك والوحيدا)
فَحرم على نَفسه يزِيد بن الصَّعق الطّيب وَالنِّسَاء حَتَّى يُغير عَلَيْهِ فَجمع قبائل شَتَّى ثمَّ أغار فاستاق نعما لَهُم وَأصَاب عصافير النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَهِي إبل مَعْرُوفَة يُقَال لَهَا العصافير فَقَالَ يزِيد فِي ذَلِك هَذِه الأبيات
وَقَالَ لبيد بن ربيعَة أَيْضا يرد على الرّبيع بن زِيَاد حِين ذكر جعفرا والوحيد (الوافر)
(لست بغافر لبني بغيض ... سفاهتهم وَلَا خطل اللِّسَان)
(سآخذ من سراتهم بعرضي ... وَلَيْسوا بِالْوَفَاءِ وَلَا المداني)
(فَإِن بَقِيَّة الأحساب منا ... وَأَصْحَاب الْحمالَة والطعان)
(جراثيم منعن بَيَاض نجد ... وَأَنت تعد فِي الزمع الدواني)
وأجابه النَّابِغَة الذبياني وَقَالَ (الوافر)
(أَلا من مبلغ عني لبيدا ... أَبَا الدَّرْدَاء جحفلة الأتان)
(فقد أزجى مطيته إِلَيْنَا ... بمنطق جَاهِل خطل اللِّسَان)
وَقَول لبيد خطل اللِّسَان يُرِيد طول اللِّسَان وَسمي الأخطل لطول