زِيَاد على الْمَدِينَة فجلده فِي الْخمر وَهُوَ زِيَاد بن عبيد الله الْحَارِثِيّ وَكَانَ واليا عَلَيْهَا فِي ولَايَة أبي الْعَبَّاس فَلَمَّا ولي الْمَنْصُور شخص إِلَيْهِ فامتدحه فَاسْتحْسن شعره وَقَالَ سل حَاجَتك قَالَ تكْتب إِلَى عَامل الْمَدِينَة لَا يحدني فِي الْخمر قَالَ هَذَا حد من حُدُود الله وَمَا كنت لأعطلة قَالَ فاحتل لي فِيهِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَكتب إِلَى عاملة من أَتَاك بِابْن هرمه سَكرَان فاجلده مائَة جلدَة وَأجْلَد ابْن هرمة ثَمَانِينَ فَكَانَ النَّاس يَمرونَ بِهِ وَهُوَ سَكرَان فَيَقُولُونَ من يشترى ثَمَانِينَ بِمِائَة وترجمته
فِي الأغاني طَوِيلَة وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ (الوافر)
(فساغ لي الشَّرَاب وَكنت قبلا)
على أَن أَصله قبل هَذَا فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ وَلم ينْو لَفظه وَلَا مَعْنَاهُ وَلِهَذَا نكر فنون وتتمته
(أغص بِنُقْطَة المَاء الْحَمِيم)
وَهَذَا آخر أَبْيَات خَمْسَة ليزِيد بن الصَّعق وَهِي
(أَلا أبلغ لديك أَبَا حُرَيْث ... وعاقبه الْمَلَامَة للمليم)
(فَكيف ترى معاقبتي وسعيي ... بأذواد القصيبة والقصيم)
(وَمَا بَرحت قلوصي كل يَوْم ... تكر على الْمُخَالف والمقيم)
(فَنمت اللَّيْل إِذْ أوقعت فِيكُم ... قبائل عَامر وَبني تَمِيم)
(وساغ لي الشَّرَاب وَكنت قبلا ... أغص بِنُقْطَة المَاء الْحَمِيم)