الْعَرَب ظرفا من هَذِه الْأَمَاكِن وَلَا يجوز الْقيَاس عَلَيْهَا ا. هـ.

وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة مَشْهُورَة لأبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ يرثي بهَا أَوْلَاده عدتهَا أثنان وَسِتُّونَ بَيْتا مطْلعهَا (الْكَامِل)

(أَمن الْمنون وريبها تتوجع ... والدهر لَيْسَ بمعتب من يجزع)

وَمِنْهَا

(أودى بني وأعقبوني غصه ... بعد الرقاد وعبرة لَا تقلع)

(فغبرت بعدهمْ بعيش ناصب ... وإخال أَنِّي لَاحق مستتبع)

(وَلَقَد حرصت بِأَن أدافع عَنْهُم ... فَإِذا الْمنية أَقبلت لَا تدفع)

(وَإِذا الْمنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تَمِيمَة لَا تَنْفَع)

(وتجلدي للشامتين أريهم ... أَنِّي لريب الدَّهْر لَا أتضعضع)

(وَالنَّفس راغبة إِذا رغبتها ... وَإِذا ترد إِلَى قَلِيل تقنع)

(والدهر لَا يبْقى على حدثانه ... جون السراة لَهُ جدائد أَربع)

على بِمَعْنى مَعَ والحدثان بِمَعْنى الْحَادِثَة والسراة بِفَتْح السِّين أَعلَى الظّهْر وسراة كل شَيْء أَعْلَاهُ والجون بِفَتْح الْجِيم الْأسود المائل إِلَى الْحمرَة وَأَرَادَ بجون السراة الْحمار الوحشي والجدائد الأتن الَّتِي لَا ألبان لَهَا وَاحِدهَا جدود بِفَتْح الْجِيم أَخذ يسلي نَفسه وَيَقُول إِن أصبت ببني فتكدر بموتهم عيشي فَإِن الدَّهْر لَا يسلم على نوائبه عير أسود الظّهْر لَهُ أتن أَربع قد خفت أَلْبَانهَا وَالْمعْنَى أَن الْوَحْش فِي تباعدها عَن كثير من الْآفَات الَّتِي يقاربها الْإِنْس وَفِي انصرافها بطبعها وحدسها عَن جلّ مراصد الدَّهْر وعَلى نفارها الشَّديد وحذارها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015