وَاسْتشْهدَ بِهِ س على نصب المقعد على الظَّرْفِيَّة مَعَ اخْتِصَاصه بِهِ تَشْبِيها لَهُ بِالْمَكَانِ لِأَن مقْعد الرابئ مَكَان من الْأَمَاكِن الْمَخْصُوصَة وَجَاز عمل الْفِعْل فِي مثله وَلم يجز فِي الدَّار وَنَحْوه لأَنهم أَرَادوا بِهِ التَّشْبِيه والمثل فكأنهم قَالُوا والعيوق من الثريا مَكَان قعُود الرابئ من الضرباء فحذفوا اختصارا وَجعلُوا المقعد ظرفا لذَلِك وَلَا تقع الدَّار وَنَحْوهَا هَذَا الْموقع فَلذَلِك اخْتلف حكمهمَا كَذَا قَالَ الأعلم
وَقَالَ الإِمَام المرزوقي ومقعد وَإِن كَانَ مُخْتَصًّا فِي الْأَمْكِنَة جَائِز أَن يكون ظرفا لانتقاله عَن بَابه إِلَى معنى الْقرب كَمَا أَن مقْعد الْإِزَار ومقعد الْقَابِلَة منقولان إِلَيْهِ وَجعلا ظرفين وكما أَن منَاط الثريا ومزجر الْكَلْب نقلا إِلَى معنى الْبعد والإهانة وَجعلا ظرفين وَقَالَ السيرافي أعلم أَن هَذَا الْبَاب يَنْقَسِم قسمَيْنِ أَحدهمَا يُرَاد بِهِ تعْيين الْمنزلَة من بعد أَو قرب وَالْآخر يُرَاد بِهِ تَقْدِير الْقرب والبعد فَأَما مَا كَانَ من ذَلِك يُرَاد بِهِ تعْيين الْموضع وَذكر الْمحل من قرب أَو بعد فَإِنَّهُ يجوز فِيهِ النصب على الظّرْف وَالرَّفْع على خبر الأول تَشْبِيها وَالْأَكْثَر فِيهِ النصب ويدلك على ذَلِك أَنه تدخل الْبَاء عَلَيْهِ فَتَقول هُوَ مني بِمَنْزِلَة كَأَنَّهُ قَالَ هُوَ مني اسْتَقر بِمَنْزِلَة وَالْبَاء وَفِي بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ مني بمزجر الْكَلْب إِذا أردْت هُوَ مهان مباعد فَإِذا نصبت فالناصب اسْتَقر وَإِذا رفعت فَقلت هُوَ مني مقْعد الْقَابِلَة جعلته بِمَنْزِلَة قَوْلك هُوَ قريب كمقعد الْقَابِلَة فَإِن قلت هُوَ مني منَاط الثريا فكأنك قلت هُوَ بعيد وَجَاز أَن تكون هَذِه الْأَشْيَاء ظروفا لأَنهم قد اتسعوا فِيمَا هُوَ من الْأَمَاكِن أخص من هَذِه فجعلوه ظرفا ونصبوه كَقَوْلِهِم ذهبت الشَّام وَدخلت الْبَيْت تَشْبِيها بالأماكن المحيطة كخلف وَقُدَّام قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا يجوز هَذَا فِيمَا تستعمله