وَهُوَ قِطْعَة من بَيت وَهُوَ
(شَهِدنَا فَمَا نلقى لنا من كَتِيبَة ... يَد الدَّهْر إِلَّا جبرئيل أمامها)
على أَن الظّرْف الْوَاقِع خَبرا إِذا كَانَ معرفَة يجوز رَفعه بمرجوحية وَالرَّاجِح نَصبه وَهَذَا لَا يخْتَص بالشعر خلافًا للجرمي والكوفيين وجبرئيل مُبْتَدأ وأمامها بِالرَّفْع خَبره وَالْجُمْلَة صفة للكتيبة وَقد أورد هَذَا الْبَيْت ابْن هِشَام فِي شرح بَانَتْ سعاد عِنْد قَوْله (الْبَسِيط)
(غلباء وجناء علكوم مذكرة)
وروى نصرنَا بدل شَهِدنَا ثمَّ قَالَ قوافي هَذَا الشّعْر مَرْفُوعَة وَإِنَّمَا استشهدت على جَوَاز رفع الإِمَام لِأَن بعض العصريين وهم فِيهِ فَزعم أَنه لَا يتَصَرَّف ا. هـ.
وَقَوله يَد الدَّهْر بِمَعْنى مدى الدَّهْر ظرف مُتَعَلق بقوله نلقى وَمن زَائِدَة وكتيبة مفعول لنلقي وَلنَا كَانَ فِي الأَصْل صفة لكتيبة فَلَمَّا قدم صَار حَالا مِنْهُ والكتيبة طَائِفَة من الْجَيْش مجتمعة من الْكتب وَهُوَ الْجمع ونلقى بالنُّون وبالقاف الْفَوْقِيَّة من اللقى يُقَال لَقيته أَلْقَاهُ من بَاب تَعب لقيا وَالْأَصْل على فعول وكل شَيْء اسْتقْبل شَيْئا أَو صادفة فقد لقِيه وَشَهِدْنَا من شهِدت الْمجْلس مثلا إِذا حَضرته فالمفعول مَحْذُوف أَي شَهِدنَا عزوات النَّبِي
فَمَا لَقينَا كَتِيبَة وَعبر بالمستقبل لحكاية الْحَال الْمَاضِيَة