وَكَانَ صَاحب اللِّوَاء يَوْمئِذٍ فطرحه وَكَانَ أول من انهزم مِنْهُم وحملت عَلَيْهِم سعد والرباب فهزموهم وَجعل رجل مِنْهُم يَقُول (الرجز)
(يَا قوم لَا يفلتكم اليزيدان ... يزِيد حزن وَيزِيد الريان)
(مخرم أَعنِي بِهِ وَالديَّان)
مخرم هُوَ ابْن شُرَيْح بن المخرم بن حزن بن زِيَاد بن الْحَارِث بن مَالك بن ربيعَة بن كَعْب بن الْحَارِث وَهُوَ صَاحب المخرم بِبَغْدَاد وَجعل قيس يُنَادي يال تَمِيم لَا تقتلُوا إِلَّا فَارِسًا فَإِن الرجالة لكم وَجعل يَأْخُذ الأسرى فَمَا زَالُوا فِي آثَار الْقَوْم يقتلُون وَيَأْسِرُونَ حَتَّى أَسرُّوا عبد يَغُوث بن وَقاص وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي بَاب المنادى عِنْد شرح قَوْله (الطَّوِيل)
(فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... نداماي من نَجْرَان أَن لَا تلاقيا)
وَأما وَعلة فَإِنَّهُ لحق رجلا من بني نهد يُقَال لَهُ سليط بن قتب فَقَالَ لَهُ وَعلة أردفني خَلفك فإنني أَتَخَوَّف الْقَتْل فَأبى أَن يردفه فطرحه عَن قربوسه وَركب عَلَيْهَا وَأدْركت بَنو سعد النَّهْدِيّ فَقَتَلُوهُ فَقَالَ وَعلة لما أَتَى أَهله (الطَّوِيل)
(لما سَمِعت الْخَيل تَدْعُو مقاعسا ... تطلع مني ثغرة النَّحْر جَائِر)
يَعْنِي الْقلب
(نجوت نجاء لَيْسَ فِيهِ وتيرة ... كَأَنِّي عِقَاب دون تيمن كاسر)
(وَقد قلت للنهدي هَل أَنْت مردفي ... وَكَيف رداف الفل أمك عَابِر)
من الْعبْرَة يَقُول عبرت أمك كَيفَ تردفني وَإنَّك فل مُنْهَزِم
(أناشده وَالرحم بيني وَبَينه ... وَقد كَانَ فِي نهد وجرم تدابر)
أَي تقاطع وتباغض
(فَمن يَك يَرْجُو فِي تَمِيم هوادة ... فَلَيْسَ لجرم فِي تَمِيم أواصر)
أَي قَرَابَات
(فدى لَكمَا رجْلي أُمِّي وخالتي ... غَدَاة الْكلاب إِذْ تجز الدوابر)
وَذَلِكَ أَن قيس بن عَاصِم لما أَكثر قومه الْقَتْل فِي الْيمن أَمرهم بالكف عَن الْقَتْل وَأَن يجزوا عراقيبهم
وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ (الطَّوِيل)
(إِلَّا جبرئيل أمامها)