للنعم فِي نَفسه تجددا وحدوثا فِي كل عَام كَمَا أَن فِي نفس الْهلَال تجددا وحدوثا فِي كل شهر ا. هـ.
وَفهم من كَلَامه شيئآن
الأول الرَّد على أبي الْحسن فِي قَوْله لَيْسَ النعم شَيْئا يحدث وَالثَّانِي أَن نعما لَا يتَعَيَّن أَن يكون مُبْتَدأ بل يجوز أَيْضا أَن يكون فَاعل الظّرْف وَمثله قَالَ ابْن هِشَام فِي شرح الشواهد الْأَحْسَن أَن يكون نعم فَاعِلا بالظرف لاعتماده فَلَا مُبْتَدأ وَلَا خبر وَمَعَ هَذَا فلابد من التَّقْدِير أَيْضا لِأَنَّهُ لأجل الْمَعْنى لَا لأجل الْمُبْتَدَأ إِذْ الَّذِي يحكم لَهُ بالاستقرار هُوَ الْأَفْعَال لَا الذوات ا. هـ.
وَأورد س هَذَا الْبَيْت على أَن جملَة تحوونه صفة لنعم وَاسْتشْهدَ بِهِ أَيْضا صَاحب الْكَشَّاف على تذكير الْأَنْعَام فِي قَوْله تَعَالَى (وَإِن لكم فِي الْأَنْعَام لعبرة نسقيكم مِمَّا فِي بطونه لِأَنَّهُ مُذَكّر كَمَا ذكر الشَّاعِر الضَّمِير الْمَنْصُوب فِي تحوونه الرَّاجِع إِلَى النعم لِأَنَّهُ النعم اسْم مُفْرد بِمَعْنى الْجمع قَالَ الْفراء هُوَ مُفْرد لَا يؤنث يُقَال هَذَا نعم وَارِد وَقَالَ الْهَرَوِيّ وَالنعَم يذكر وَيُؤَنث وَكَذَلِكَ الْأَنْعَام تذكر وتؤنث وَلِهَذَا قَالَ مِمَّا فِي بطونه وَفِي مَوضِع آخر مِمَّا فِي بطونها قَالَ الرَّاغِب فِي مَوضِع النعم مُخْتَصّ بِالْإِبِلِ قَالَ وتسميته بذلك لكَون الْإِبِل عِنْدهم أعظم نعْمَة ثمَّ قَالَ لَكِن الْأَنْعَام يُقَال لِلْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم وَلَا يُقَال لَهَا أنعام حَتَّى يكون فِيهَا إبل وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (مِمَّا يَأْكُل النَّاس والأنعام) إِن الْأَنْعَام هَا هُنَا عَام فِي الْإِبِل وَغَيرهَا