وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ وَهُوَ من شَوَاهِد س
(أكل عَام نعم تحوونه)
على أَنه بِتَقْدِير حواية نعم ليَصِح الْإِخْبَار عَن اسْم الْعين باسم الزَّمَان فَإِن قَوْله أكل عَام مَنْصُوب على الظّرْف فِي مَوضِع خبر لقَوْله نعم فَوَجَبَ تَقْدِير مُضَاف وَقدره الشَّارِح الْمُحَقق حواية بِدَلِيل تحوونه وَهُوَ مصدر حويت الشَّيْء أحويه إِذا ضممته واستوليت عَلَيْهِ وملكته وَقدره ابْن النَّاظِم فِي شرح الْخُلَاصَة إِحْرَاز نعم وَقدره ابْن هِشَام نهب نعم وَقدره ابْن خلف أَخذ نعم أَو تَحْصِيل نعم وَقَالَ النّحاس كَانَ الْمبرد يذهب إِلَى أَن الْمَعْنى أكل عَام حُدُوث نعم فَيكون كل مَنْصُوبًا بالحدوث كَمَا تَقول اللَّيْلَة الْهلَال قَالَ أَبُو الْحسن ردا عَلَيْهِ لَيْسَ النعم شَيْئا
يحدث لم يكن كَيَوْم الْجُمُعَة وَمَا أشبهه وَلَكِن الْعَامِل فِي كل الِاسْتِقْرَار وَالْخَبَر مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ نعم تحوونه لكم ا. هـ.
أَقُول الْمبرد قدر هَذَا الْمُضَاف لصِحَّة الْإِخْبَار لَا لِأَنَّهُ عَامل فِي الظّرْف وَكَيف يكون الْعَامِل فِي كل الِاسْتِقْرَار مَعَ كَون الْخَبَر محذوفا مُقَدرا بلكم فَتَأمل وَقدر صَاحب اللب الْمَحْذُوف مثل الْمبرد قَالَ شَارِحه يحْتَمل أَن يكون مُرَاده أَن الْمُضَاف هُنَا مَحْذُوف أَي أحدوث نعم حصل فِي كل عَام أَو أحصل فِي كل عَام حُدُوث نعم فَحذف الْمُضَاف وأقيم الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه فَيكون الْمُبْتَدَأ أَو الْعَامِل فِي التَّقْدِير حَدثا غير مُسْتَمر وَأَن يكون مُرَاده أَن