فَإِن هَذَا الشَّاعِر كنى عَن الْمَرْأَة بالنخلة وبالهناة عَن الرَّفَث فَأَما الهناة فَمن عَادَة الْعَرَب الْكِنَايَة بهَا عَن مثل ذَلِك وَأما الْكِنَايَة بالنخلة عَن الْمَرْأَة فَمن ظريف الْكِنَايَة وغريبها ا. هـ.

وَقَالَ شرَّاح أَبْيَات الْجمل وَغَيرهم بَيت الشَّاهِد لَا يعرف قَائِله وَقيل هُوَ للأحوص وَالله أعلم

وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ وَهُوَ من شَوَاهِد س (الطَّوِيل)

(أحقا بني أَبنَاء سلمى بن جندل ... تهددكم إيَّايَ وسط الْمجَالِس)

على أَن تهددكم فَاعل الظّرْف أَعنِي قَوْله حَقًا لاعتماده على الِاسْتِفْهَام وَالتَّقْدِير أَفِي حق تهددكم إيَّايَ كَمَا قَالَ الآخر (الطَّوِيل)

(أَفِي الْحق أَنِّي مغرم بك هائم)

وَجَاز وُقُوعه ظرفا وَهُوَ مصدر فِي الأَصْل لما بَين الْفِعْل وَالزَّمَان من المضارعة وَكَأَنَّهُ على حذف الْوَقْت وَإِقَامَة الْمصدر مقَامه كَمَا قَالُوا أَتَيْتُك خفوق النَّجْم أَي وَقت خفوق النَّجْم فَكَأَن تَقْدِيره أَفِي وَقت حق وَقَالَ ابْن الشجري فِي أمالية قَالُوا حَقًا إِنَّك ذَاهِب وأكبر ظَنِّي أَنَّك مُقيم يُرِيدُونَ فِي حق وَفِي أكبر ظَنِّي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015