وَلَك فِي أَن مذهبان فمذهب سِيبَوَيْهٍ والأخفش والكوفيين رفع أَن بالظرف وكل اسْم حدث يتقدمه ظرف يرْتَفع عِنْد سِيبَوَيْهٍ بالظرف ارْتِفَاع الْفَاعِل وَقد مثل ذَلِك بقوله غَدا الرحيل وأحقا أَنَّك ذَاهِب قَالَ حملوه على أَفِي حق أَنَّك ذَاهِب وَالْحق أَنَّك ذَاهِب وَالْمذهب الآخر مَذْهَب الْخَلِيل وَذَلِكَ أَنه يرفع اسْم الْحَدث بِالِابْتِدَاءِ ويخبر عَنهُ بالظرف الْمُتَقَدّم حكى ذَلِك عَنهُ سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْله وَزعم الْخَلِيل أَن التهدد هَا هُنَا بِمَنْزِلَة الرحيل بعد غَد وَأَن أَن بِمَنْزِلَتِهِ ا. هـ.
وَقَالَ ابْن هِشَام فِي مُغنِي اللبيب أَن وصلتها مُبْتَدأ والظرف خَبره وَقَالَ الْمبرد حَقًا مصدر لحق محذوفا وَأَن وصلتها فَاعل ا. هـ.
وَقد اسْتشْكل النّحاس قَول الْخَلِيل أَن التهدد هُنَا بِمَنْزِلَة الرحيل بعد غَد إِلَخ فَقَالَ وَهَذَا مُشكل وسالت عَنهُ أَبَا الْحسن فَقَالَ لِأَنَّك تَقول أحقا أَن تتهددوا وَكَذَا أحقا أَنَّك منطلق قَالَ فحقا عِنْده ظرف كَأَنَّهُ قَالَ أَفِي حق انطلاقك قَالَ وَحَقِيقَته أزمن حق أَنَّك منطلق مثل وأسأل الْقرْيَة قَالَ مُحَمَّد بن يزِيد لم يجز الْخَلِيل كسر إِن هُنَا لِأَنَّهُ يكون التَّقْدِير إِنَّك ذَاهِب حَقًا ثمَّ تقدم ومحال أَن يعْمل مَا بعد إِن فِيمَا قبلهَا وَلَو كَانَ الْعَامِل فِيهَا جَازَ فِيهِ التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير نَحْو حَقًا ضربت زيدا وَلَا يجوز حَقًا زيد فِي الدَّار فَلذَلِك اضْطر إِلَى تَقْدِير فِي وَإِن قلت أحقا أَنَّك ذَاهِب جَازَ لِأَن الْعَامِل معنى ا. هـ.
قَالَ النّحاس وَسمعت أَبَا الْحسن يَقُول