شَيْء مِمَّا يرْوى لشاعرين فاعتمد على شُيُوخه وَنسب الإنشاد إِلَيْهِم فَيَقُول أنشدنا يَعْنِي الْخَلِيل وَيَقُول أنشدنا يُونُس وَكَذَلِكَ يفعل فِيمَا يحكيه عَن أبي الْخطاب وَغَيره مِمَّن أَخذ عَنهُ وَرُبمَا قَالَ أَنْشدني أَعْرَابِي فصيح وَزعم بعض الَّذين ينظرُونَ فِي الشّعْر أَن فِي كِتَابه أبياتا لَا تعرف فَيُقَال لَهُ لسنا ننكر أَن تكون أَنْت لَا تعرفها وَلَا أهل زَمَانك وَقد خرج كتاب سِيبَوَيْهٍ إِلَى النَّاس وَالْعُلَمَاء كثير والعناية بِالْعلمِ وتهذيبه أكيده وَنظر فِيهِ وفتش فَمَا طعن أحد من الْمُتَقَدِّمين عَلَيْهِ وَلَا أدعى أَنه أَتَى بِشعر مُنكر وَقد روى فِي كِتَابه قِطْعَة من اللُّغَة غَرِيبَة لم يدْرك أهل اللُّغَة معرفَة جَمِيع مَا فِيهَا وَلَا ردوا حرفا مِنْهَا
قَالَ أَبُو إِسْحَاق إِذا تَأَمَّلت الْأَمْثِلَة من كتاب سِيبَوَيْهٍ تبينت أَنه أعلم النَّاس باللغة قَالَ أَبُو جَعْفَر النّحاس وَحدثنَا عَليّ بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد أَن المفتشين من أهل الْعَرَبيَّة وَمن لَهُ الْمعرفَة باللغة تتبعوا على سِيبَوَيْهٍ الْأَمْثِلَة فَلم يجدوه ترك من كَلَام الْعَرَب إِلَّا ثَلَاثَة أَمْثِلَة مِنْهَا الهندلع وَهِي بقلة والدرداقس وَهُوَ عظم فِي الْقَفَا وشنمصير وَهُوَ اسْم أَرض وَقد فسر {الْأَصْمَعِي حروفا من اللُّغَة الَّتِي فِي كِتَابه وَفسّر الْجرْمِي الْأَبْنِيَة وفسرها أَبُو حَاتِم وَأحمد بن يحيى وكل وَاحِد مِنْهُم يَقُول مَا عِنْده فِيمَا يُعلمهُ وَيقف عَمَّا لَا علم لَهُ بِهِ وَلَا يطعن على مَا لَا يعرفهُ ويعترف لسيبويه فِي اللُّغَة بالثقة وَأَنه علم مَا لم يعلمُوا وروى مَا لم يرووا