النَّعْت لثلاثا لِأَنَّهُ بعض الْجُمْلَة المنعوت بهَا وَمَعَ كَونه من أَجزَاء النَّعْت هُوَ عَامل فِي المنعوت الْمُتَقَدّم فَيكون المنعوت مُتَأَخِّرًا فِي الرُّتْبَة فَيلْزم تَقْدِيم النَّعْت على المنعوت من حَيْثُ الرُّتْبَة وَهَذَا

كَلَام مُخَالف للقواعد لَا يَنْبَغِي تسطيره من مثله وَنقل ابْن خلف عَن أبي عَليّ أَن ثَلَاث مُبْتَدأ وكلهن قتلت خبر كَأَنَّهُ فِي تَقْدِير زيد أَخَاهُ ضَربته وَفِيه نظر فَإِن الشَّاهِد لَيْسَ من بَاب الِاشْتِغَال لعدم الضَّمِير فَتَأمل وَأعلم أَن الضَّمِير الْمَحْذُوف من الشَّاهِد تَقْدِيره قتلتها لِأَن كلا المضافة إِلَى الْمعرفَة يكون عائدها مُفردا قَالَ تَعَالَى {وَكلهمْ آتيه} وَفِي الحَدِيث كلكُمْ جَائِع إِلَّا من أطعمته وَقَالَ الشَّاعِر (الطَّوِيل)

(وَكلهمْ قد نَالَ شبعا لبطنه ... وشبع الْفَتى لؤم إِذا جَاع صَاحبه ... وَقَالَ آخر (الوافر)

(وكل الْقَوْم يسْأَل عَن نفَيْل ... كَأَن عَليّ للحبشان دينا)

قَالَ أَبُو حَيَّان وَلَا يكَاد يُوجد فِي لِسَان الْعَرَب كلهم يقومُونَ وَلَا كُلهنَّ قائمات وَإِن كَانَ مَوْجُودا فِي تَمْثِيل كثير من النُّحَاة قَالَ السُّبْكِيّ فِي رِسَالَة كل وَقد طلبته فَلم أَجِدهُ وَجوز ابْن مَالك وَغَيره أَن يحمل على الْمَعْنى فَيجمع وَجعلُوا مِنْهُ أَنْتُم كلكُمْ بَيْنكُم دِرْهَم قَالُوا يجوز كلكُمْ بَينه دِرْهَم على اللَّفْظ وَبَيْنكُم على الْمَعْنى وَإِن جعل كلكُمْ توكيدا جوز بَعضهم أَيْضا أَن يَقُول بَينه وَالْمَشْهُور بَيْنكُم انْتهى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015