إِلَى الرّفْع مَعَ حذف الضَّمِير وَالْقَوْل عِنْدِي أَن الرّفْع هُنَا أقوى من زيد ضربت لِأَن كلا لَا يحسن حملهَا على الْفِعْل لِأَن أَصْلهَا أَن تَأتي تَابِعَة للاسم مُؤَكدَة كَقَوْلِك ضربت الْقَوْم كلهم أَو مُبتَدأَة بعد كَلَام نَحْو الْقَوْم كلهم ذَاهِب فَإِن قلت ضربت كل الْقَوْم وبنيتها على الْفِعْل لَخَرَجت عَن الأَصْل فَيَنْبَغِي أَن يكون الرّفْع أقوى من النصب وَتَكون الضَّرُورَة حذف الْهَاء لَا رفع كل انْتهى وَتَبعهُ فِي هَذَا ابْن الْحَاجِب فِي شرح الْمفصل وَنَقله عَنهُ السعد فِي المطول وَنقل ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْإِنْصَاف أَن هَذَا الْبَيْت مِمَّا اسْتدلَّ بِهِ الْكُوفِيُّونَ على جَوَاز تَأْكِيد النكرَة قَالَ وَلَا حجَّة لَهُم فِيهِ لِأَنَّهُ مَحْمُول على أَنه بدل لَا تَأْكِيد وَيجوز أَن يكون أَيْضا ثَلَاث مُبْتَدأ وكلهن مُبْتَدأ ثَان وَقتلت خبر كُلهنَّ وهما جَمِيعًا خبر ثَلَاث انْتهى وَقَالَ أَبُو جَعْفَر النّحاس وَلَا ينشد ثَلَاثًا بنصبه بقتلت لِأَن قَوْله كُلهنَّ قتلت جملَة فِي مَوضِع نعت لثلاث وَمن رفع قدره لي ثَلَاث وَيكون كُلهنَّ قتلت نعتا وَإِنَّمَا لم يجز أَن يرْوى ثَلَاثًا لِئَلَّا يتَقَدَّم النَّعْت على المنعوت انْتهى أَقُول من رفع وَجعل الْجُمْلَة بعده نعتا قدر لي وَنَحْوه خَبرا للمبتدأ وَقَوله وَإِنَّمَا لم يجز أَن يرْوى ثَلَاثًا إِلَخ مُرَاده أَنه إِذا نصب ثَلَاث بقتلت كَانَ ثَلَاثًا منعوتا بجملة كُلهنَّ قتلت فَيكون قتلت من أَجزَاء