الْجَار فصارا كَأَنَّهُمَا كلمة وَاحِدَة.
وَالِاسْم الْمنون قد يفصل بَينه وَبَين الَّذِي يعْمل فِيهِ تَقول: هَذَا ضاربٌ بك زيدا وَلَا تَقول هَذَا ضاربٌ بك زيدٍ. قَالَ الْقطَامِي: وَإِن شَاءَ رفع فَجعل كم المرار الَّتِي ناله فِيهَا الْفضل فارتفع الْفضل بنالني كَقَوْلِك: كم قد أَتَانِي زيد فزيد: فَاعل وَكم: مفعول فِيهَا وَهِي المرار الَّتِي أَتَاهُ فِيهَا وَلَيْسَ زيد من المرار. اه.
قيل: روى فضلا بِالْجَرِّ أَيْضا. فكم على النصب والجر مُبْتَدأ وَجُمْلَة: نالني خَبره وفاعله ضمير كم. وعَلى الرّفْع ظرف لنالني كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ. وَزعم الْعَيْنِيّ أَن كم مَعَ النصب ظرف زمَان تَقْدِيره: كم مرّة أَو كم يَوْمًا وَجُمْلَة نالني مِنْهُم جملَة مُعْتَرضَة بَين كم ومميزها وَهُوَ فضلا. هَذَا كَلَامه.
وَلَا يخفى فَسَاده إِذْ جعل الْمُمَيز محذوفاً مَعَ أَن مَذْكُور. وَلَا يَصح جعل جملَة نالني اعتراضية إِذْ لَا فَاعل للْفِعْل حِينَئِذٍ. وَقَوله: على عدم أَي: مَعَ عدم مُتَعَلق بِمَحْذُوف على أَنه حَال من الْيَاء. كَذَا قَالَ ابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ عَن ابْن برهَان. وَزعم الْعَيْنِيّ أَنه مُتَعَلق بنالني.
وَهُوَ فاسدٌ يدْرك بِالتَّأَمُّلِ. وأفسد مِنْهُ قَول ابْن المستوفي فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: قَوْله: على عدم حَال من الْيَاء وعامله نالني وَيجوز أَن يعْمل فِيهِ فضل الْمصدر على أَنه مفعول بِهِ.