ومرجع الضميرين على مَا تقدم نَاشِئ عَن عدم الِاطِّلَاع عَلَيْهِ وَالْبَيْت من قصيدة للسفاح بن بكير بن معدان الْيَرْبُوعي رثى بهَا يحيى بن شَدَّاد ابْن ثَعْلَبَة بن بشر أحد بني ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هِيَ لرجل من بني قريع رثى بهَا يحيى بن ميسرَة صَاحب مُصعب بن الزبير وَكَانَ وَفِي لَهُ حَتَّى قتل مَعَه وَهَذِه أَبْيَات من مطْلعهَا (السَّرِيع)
(صلى على يحيى وأشياعه ... رب رَحِيم وشفيع مُطَاع)
(لما عصى أَصْحَابه مصعبا ... أدّى إِلَيْهِ الْكَيْل صَاعا بِصَاع)
(يَا سيدا مَا أَنْت من سيد ... موطأ الْبَيْت رحيب الذِّرَاع)
نقلته من المفضليات وَشَرحهَا لِابْنِ الْأَنْبَارِي فَالضَّمِير فِي أدّى رَاجع إِلَى يحيى وَضمير إِلَيْهِ رَاجع إِلَى مُصعب وروى الْبَيْت أَيْضا كَذَا
(لما جلا الخلان عَن مُصعب ... أدّى إِلَيْهِ الْقَرْض صَاعا بِصَاع)
فَلَا شَاهد فِي الْبَيْت على هَذِه الرِّوَايَة وَهِي رِوَايَة الْمفضل الضَّبِّيّ فِي المفضليات وجلا بِالْجِيم بِمَعْنى تفرق من الْجلاء بِالْفَتْح وَالْمدّ وَهُوَ الْخُرُوج من الوطن يُقَال قد جلوا عَن أوطانهم وجلوتهم أَنا لَازم ومتعد وَيُقَال أَيْضا أجلو عَن الْبَلَد وأجليتهم أَنا كِلَاهُمَا بِالْألف والخلان جمع خَلِيل