وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ (السَّرِيع)
(لما عصى أَصْحَابه مصعبا ... أدّى إِلَيْهِ الْكَيْل صَاعا بِصَاع)
لما تقدم فِي الْبَيْت الَّذِي قبله قَالَ حفيد السعد فِي حَاشِيَة المطول أفرد ضمير إِلَيْهِ مَعَ أَنه رَاجع إِلَى الْأَصْحَاب قصدا إِلَى كل وَاحِد مِنْهُم وَقَالَ الفناري قيل الضَّمِير فِي أدّى رَاجع إِلَى شخص مَذْكُور فِيمَا سبق وَفِي إِلَيْهِ رَاجع إِلَى مُصعب. وَقيل الضَّمِير فِي أدّى رَاجع إِلَى مُصعب وَفِي إِلَيْهِ رَاجع إِلَى أَصْحَابه قصدا إِلَى كل وَاحِد مِنْهُم أَو نقُول لمشابهة لفظ أَفعَال للمفرد وَلِهَذَا يَجِيء فِي كثير من الْمَوَاضِع وصف الْمُفْرد بِهِ نَحْو ثوب أسمال ونطفه
أمشاج وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى {وَإِن لكم فِي الْأَنْعَام لعبرة نسقيكم مِمَّا فِي بطونه} فَإِن الضَّمِير فِي بطونه رَاجع للأنعام ا. هـ.
وَهَذَا الْكَلَام برمتِهِ من شرح اللب فِي بَاب الْمَفْعُول الْمُطلق وَقَوله أدّى إِلَيْهِ الْكَيْل إِلَخ قَالَ الميداني فِي مجمع الْأَمْثَال جزاه كيل الصَّاع بالصاع أَي كافا إحسانه بِمثلِهِ وإساءته بِمِثْلِهَا وَقَوله صَاعا قَالَ الْحَفِيد هُوَ فِي مَوضِع الْحَال مثل بايعته يدا بيد وَهُوَ فِي الأَصْل جملَة أَي صَاع مِنْهُ بِصَاع كَذَا كتب قدس سره بِخَطِّهِ فِي الْحَاشِيَة ا. هـ.
وَقَالَ الفناري وَقَوله صَاعا بِصَاع حَال من ضمير أدّى وَالْأَصْل مُقَابلا صَاعا بِصَاع ثمَّ طرح مُقَابلا وأقيم صَاعا مقَامه ثمَّ الْحَال لَيست هِيَ صَاعا وَحده بل هُوَ مَعَ قَوْله بِصَاع لِأَن معنى المنوب عَنهُ يحصل بالمجموع كَذَا ذكره صَاحب الإقليد فِي كَلمته فَاه إِلَى فِي ا. هـ.