مَا ذكره هَذَا كَلَام شَارِح اللّبَاب إِسْمَاعِيل الفالي من غير زِيَادَة وَلَا نقص. وَلَا يخفى أَنه إِذا كَانَ ده بِمَعْنى اضْرِب فَهُوَ اسْم فعل لَا صَوت وَالْحق أَنَّهَا فِي لُغَة الْفرس زجرٌ لذِي الْحَافِر ليسرع أَو ليذْهب وَلَيْسَت بِمَعْنى اضْرِب. وَهَذَا أَمر ظَاهر من استعمالهم إِلَى الْآن وَلَكنهُمْ أَجمعُوا على أَنَّهَا بِمَعْنى الضَّرْب. وَحِينَئِذٍ فَيرد عَلَيْهِم أَنَّهَا تكون اسْم فعل لَا صَوتا. قَالَ صَاحب اللّبَاب فِيمَا علقه على مَتنه: ذكر جَار الله أَن ده زجر لِلْإِبِلِ مثل هيد وهاد. وَذكر فِي أَمْثَاله أَن ده بِفَتْح الدَّال وَكسرهَا فارسية مَعْنَاهَا الضَّرْب قد استعملها الْعَرَب فِي كَلَامهم وَأَصله أَن الموتور يلقِي واتره فَلَا يتَعَرَّض لَهُ فَيُقَال لَهُ: إِلَّا دهٍ فَلَا ده أَي: إِنَّك إِن لم تضربه الْآن فَإنَّك لَا تضربه أبدا.
وَتَقْدِيره: إِن لم يكن ده فَلَا يكون ده أَي: إِن لم يُوجد ضربٌ السَّاعَة فَلَا يُوجد ضربٌ أبدا. ثمَّ اتسعوا فِيهِ فضربوه مثلا فِي كل)
شَيْء لَا يقدم عَلَيْهِ الرجل وَقد حَان حِينه من قَضَاء دين قد حل أَو حاجةٍ طلبت أَو مَا أشبه ذَلِك من الْأَحْوَال الَّتِي لَا يسوغ تَأْخِيرهَا. وَأنْشد أَبُو عبيد لرؤبة: وَذكر هِشَام بن مُحَمَّد الْكلابِي فِي حِكَايَة طَوِيلَة أَن هَذَا من قَول الكاهن الَّذِي سَافر إِلَيْهِ عبد الْمطلب وَحرب بن أُميَّة وَقد خبؤوا لَهُ رَأس جَرَادَة فِي خرز مزادة وجعلوه فِي قلادة كلبٍ يُقَال لَهُ سوار فَقَالَ: خبأتم لي شَيْئا طَار فسطع فتصوب فَوَقع فِي الأَرْض مِنْهُ بقع: جمع باقعة وَهِي الداهية. فَقَالُوا: لَا دهٍ أَي بَيِّنَة. قَالَ: هُوَ شيءٌ طَار فاستطار أَي: