هُوَ مثلٌ وَقع فِي قِطْعَة من رجز لرؤبة بن العجاج يُورد النحويون مِنْهُ أَرْبَعَة أَبْيَات وَهِي:
(فاليوم قد نهنهني تنهنهي ... وَأول حلم لَيْسَ بالمسفه)
(وقولٌ إِلَّا دهٍ فَلَا ده ... وحقةٌ لَيست بقول التره)
وصف قبل هَذِه الأبيات شبابه وَمَا كَانَ فِيهِ من مغازلة الغواني ومواصلة الْأَمَانِي إِلَى أَن قَالَ: فاليوم قد زجرني عَمَّا كنت فِيهِ أَرْبَعَة أَشْيَاء: الأول: التنهنه وَهُوَ مُطَاوع نهنهته عَن كَذَا فتنهنه أَي: كففته وزجرته عَنهُ فَكف أَي: زجرني زواجر الْعقل. الثَّانِي: أول حلم أَي: رُجُوع الْعقل لَا ينْسب إِلَى السَّفه. الثَّالِث: عذل الْقَائِلين: إِن لم تتب الْآن مَعَ الدَّوَاعِي إِلَى التَّوْبَة فَلَا تتوب أبدا. فَقَوله: وقولٌ هُوَ على حذف مُضَاف. وَالرَّابِع: حقةٌ أَي: خطة حقة.
فالموصوف مَحْذُوف وَأَرَادَ بهَا الْمَوْت وقربه. يُقَال: حقٌ وحقة كَمَا يُقَال: أهل وأهلة. والتره: اسْم مُفْرد بِمَعْنى الْبَاطِل يُقَال: ترهٌ وترهة وَجمع الأول تراريه وَجمع الثَّانِي ترهات. وَقَول الشَّارِح الْمُحَقق: ده بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْهَاء إِلَى آخر