والانطواء كالانثناء. والنضج لليد وَلَكِن جرى نعتاً للكبد لإضافة الْيَد إِلَيْهَا. وَجعل الْيَد نضيجة لِأَنَّهُ أدام وَضعهَا على الكبد فأنضجتها بِمَا فِيهَا من الْحَرَارَة وَلِهَذَا جَازَ إضافتها إِلَى الكبد. وَالْعرب تسمي الشَّيْء باسم غَيره إِذا طَالَتْ صحبته إِيَّاه كَقَوْلِهِم لفناء الدَّار: الْعذرَة.

وَإِذا جَازَت هَذِه التَّسْمِيَة كَانَت الْإِضَافَة أَهْون فلطول وضع يَده على كبده أضافها إِلَيْهَا كَأَنَّهَا لَهَا لِأَنَّهَا لم تزل عَلَيْهَا. والخلب: غشاءٌ للكبد رَقِيق لازبٌ بهَا. وارتفع يَدهَا بنضيجة وَهُوَ)

اسْم فَاعل يعْمل عمل الْفِعْل. وَيجوز أَن تكون نضيجة من صفة الكبد وَتمّ الْكَلَام ثمَّ وضع الْيَد على الكبد. كَذَا فِي شرح الواحدي.

وَأورد ابْن هِشَام هَذَا الْبَيْت فِي الْبَاب الثَّالِث من الْمُغنِي وَقَالَ: يحْتَمل قَول المتنبي يذكر دَار المحبوب: ظلت بهَا تنطوي الْبَيْت أَن تكون الْيَد فِيهِ فاعلة بنضيجة أَو بالظرف أَو بِالِابْتِدَاءِ. وَالْأول أبلغ لِأَنَّهُ أَشد للحرارة. والخلب: زِيَادَة الكبد أَو حجاب الْقلب أَو مَا بَين الكبد وَالْقلب. أضَاف الْيَد إِلَى الكبد للملابسة بَينهمَا لِأَنَّهُمَا فِي الشَّخْص. اه. وَقَوله: يَا حاديي عيسها الْبَيْتَيْنِ قَالَ الواحدي: دع الحاديين ثمَّ ترك مَا دعاهما إِلَيْهِ حَتَّى ذكره فِي الْبَيْت الَّذِي بعده وَأخذ فِي كَلَام آخر. وتسمي الروَاة هَذَا الِالْتِفَات كَأَنَّهُ الْتفت إِلَى كلامٍ آخر. أَقُول: هَذَا اعتراضٌ وَلَيْسَ من الِالْتِفَات فِي شَيْء. وَأَرَادَ قبيل أَن أفقدها فَلَمَّا حذف أَن عَاد الْفِعْل إِلَى الرّفْع. وَقَالَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015