والطرب: خفةٌ تصيب الْإِنْسَان لشدَّة سرُور أَو حزن. اه. وَالْبَيْت من قصيدة للمتنبي قَالَهَا فِي صباه مدحاً فِي مُحَمَّد بن عبد الله الْعلوِي. وَهَذِه أَربع أَبْيَات من مطْلعهَا:

(أَهلا بدارٍ سباك أغيدها ... أبعد مَا بَان عَنْك خردها)

(ظلت بهَا تنطوي على كبدٍ ... نضيجةٍ فَوق خلبها يَدهَا)

(يَا حاديي عيسها وأحسبني ... أوجد مَيتا قبيل أفقدها)

(قفا قَلِيلا بهَا عَليّ فَلَا ... أقل من نظرةٍ أزودها)

نصب أَهلا بمضمر تَقْدِيره: جعل الله تَعَالَى بِتِلْكَ الديار أَهلا. وَإِنَّمَا تكون مأهولةً إِذا سقيت الْغَيْث فينبت الْكلأ فَيَعُود إِلَيْهَا أَهلهَا. وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة دعاءٌ لَهَا بالسقي. والأغيد: الناعم الْبدن وَأَرَادَ جَارِيَة وَذكر اللَّفْظ لِأَنَّهُ عَنى الشَّخْص. والخرد: جمع خريدة وَهِي الْبكر الَّتِي لم تمسس وَأبْعد مُبْتَدأ وخردها الْخَبَر أَي: أبعد شَيْء فارقك جواري هَذِه الدَّار. وَقَوله: ظلت بهَا تنطوي إِلَخ يُرِيد ظللت فَحذف إِحْدَى اللامين تَخْفِيفًا. يَقُول: ظللت بِتِلْكَ الديار تنثني على كبدك وَاضِعا يدك فَوق خلبها. والمحزون يفعل ذَلِك كثيرا لما يجد فِي كبده من حرارة الوجد يخَاف على كبده تَنْشَق كَمَا قَالَ الصمَّة الْقشيرِي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015