وَالشَّاة هُنَا كِنَايَة عَن الْمَرْأَة وَالْعرب تكني عَنْهَا بالنعجة أَيْضا. وَقد أوردهُ صَاحب الْكَشَّاف بِرِوَايَة مَا عِنْد قَوْله تَعَالَى: إِن هَذَا أخي لَهُ تسعٌ وَتسْعُونَ نعجةً على أَن النعجة استعيرت للْمَرْأَة كَمَا اسْتعَار عنترة للشاة فقنص على هَذِه الرِّوَايَة مصدرٌ بِمَعْنى الْمَفْعُول وَهُوَ مجرور بِإِضَافَة شَاة إِلَيْهِ. وَفِي زِيَادَة مَا وتنكير قنص مَا يدل على أَنَّهَا صيدٌ عَظِيم يغتبط بهَا من يحوزها أَي اغتباط فَيكون فِي قَوْله: حرمت عَليّ الدّلَالَة على التحزن التَّام على فَوَات تِلْكَ الْغَنِيمَة. قَالَ الْخَطِيب التبريزي فِي شرح هَذِه الْمُعَلقَة: قَوْله: لمن حلت أَي: لمن قدر عَلَيْهَا.
وَقَوله: حرمت عَليّ مَعْنَاهُ هِيَ من قوم أَعدَاء. وَيدل على هَذَا قَوْله فِي القصيدة:
علقتها عرضا وأقتل قَومهَا وَالْمعْنَى: أَنَّهَا لما كَانَت فِي أعدائي لم أصل إِلَيْهَا وامتنعت مني. وأصل الْحَرَام: الْمَمْنُوع.
وَالْمعْنَى: أَنَّهَا حرمت عَليّ باشتباك الْحَرْب بيني وَبَين قبيلتها. وَقَوله: وليتها لم تحرم هُوَ تمنٍّ فِي بَقَاء الصُّلْح. وَقَالَ الْأَخْفَش: معنى حرمت عَليّ: أَي هِيَ جارتي وليتها لم تحرم: أَي ليتها لم تكن جَارة حَتَّى لَا يكون لَهَا حُرْمَة. وَقَالَ الزوزني فِي شَرحه: هِيَ امْرَأَة أَبِيه يَقُول: حرم عَليّ تزَوجهَا لتزوج أبي إِيَّاهَا وليتها لم يَتَزَوَّجهَا حَتَّى كَانَت تحل لي. اه.