وتسديده وَذَاكَ مفعول علمت وَهُوَ إِشَارَة إِلَى كَونهم سَنَام الْمجد والأكثرين عددا. وَالْعشيرَة فَاعل علمت وروى بدله الْقَبَائِل أَي: قبائل الْعَرَب. وَعلم هُنَا متعدٍّ لمفعول وَاحِد لِأَنَّهُ بِمَعْنى عرف. وسنام الْمجد: أَعلَى الْمجد استعير من سَنَام الْإِبِل. والأثرون: جمع أثرى وَهُوَ أفعل تَفْضِيل من ثريت بك بِكَسْر الرَّاء أَي: كثرت بك. قَالَه فِي الصِّحَاح. وَهَذَا الْبَيْت مَعَ كَثْرَة دورانه فِي كتب النَّحْو لَا يعرف لَهُ قَائِل وَلَا تَتِمَّة. وَالله أعلم بِهِ. وَأنْشد بعده الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الأربعمائة
(يَا شَاة من قنصٍ لمن حلت بِهِ ... حرمت عَليّ وليتها لم تحرم)
على أَن من عِنْد الْكُوفِيّين زَائِدَة. قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: من هُنَا أَيْضا نكرَة مَوْصُوفَة بمفرد أَي: يَا شَاة إنسانٍ قنص على أَنه من الْوَصْف بِالْمَصْدَرِ للْمُبَالَغَة. يُرِيد أَن قنصاً مصدر بِمَعْنى الصَّيْد أُرِيد بِهِ اسْم الْفَاعِل أَي: يَا شَاة إِنْسَان قانص. وَأَرَادَ بالإنسان نَفسه. وَهَذَا تَخْرِيج جيد لَا مطْعن فِيهِ وَالْمَشْهُور فِيهِ كَمَا قَالَ الشَّارِح الْمُحَقق: يَا شَاة مَا قنصٍ بِزِيَادَة مَا وَهِي رِوَايَة شرَّاح المعلقات وَلم يرو أحد مِنْهُم الرِّوَايَة الأولى فَإِن الْبَيْت من معلقَة عنترة بن شَدَّاد الْعَبْسِي.