وَأوردهُ الْفراء فِي سُورَة يس من تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى: يَا حسرةً على الْعباد قَالَ: الْمَعْنى يَا لَهَا من حسرة على الْعباد. وَقَرَأَ بَعضهم: يَا حسرة الْعباد وَالْمعْنَى فِي الْعَرَبيَّة وَاحِد. وَالله أعلم. وَالْعرب إِذا دعت نكرَة مَوْصُولَة بِشَيْء آثرت النصب يَقُولُونَ: يَا رجلا كَرِيمًا أقبل وَيَا رَاكِبًا على الْبَعِير أقبل فَإِذا أفردوا رفعوا أَكثر مِمَّا ينصبون. أَنْشدني بَعضهم:
(يَا سيداً مَا أَنْت من سيدٍ ... موطأ الْبَيْت رحيب الذِّرَاع)
وَلَو رفعت النكرَة الموصولة بِالصّفةِ كَانَ صَوَابا وَقد قَالَت الْعَرَب: يَا دَار غَيرهَا البلى تغييرا اه.
وَالْبَيْت من قصيدةً للسفاح بن بكير بن معدان الْيَرْبُوعي رثا بهَا يحي بن شَدَّاد ابْن ثَعْلَبَة بن بشر أحد بني ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ لرجلٍ من بني قريع رثا بهَا يحي بن ميسرَة صَاحب مُصعب بن الزبير وَكَانَ وفى لَهُ حَتَّى قتل مَعَه. وَهَذِه أَبْيَات من أَولهَا:
(صلى على يحي وأشياعه ... ربٌ غفورٌ وشفيعٌ مُطَاع))