وَقَوله: فَارْتَدُّوا لما تركُوا أَي: لما أوذوا بالهجاء دفعُوا الْحق إِلَى صَاحبه وَارْتَدوا إِلَى عَطاء مَا كَانُوا تَرَكُوهُ ومنعوه من الْحق مَخَافَة من الشَّرّ وإبقاءً على عرضهمْ.
وَقَوله: لَئِن حللت بجو الْبَيْتَيْنِ اللَّام الأولى موطئة وَالثَّانيَِة جَوَاب الْقسم. جو بِالْجِيم: اسْم وَاد.
وَدين عَمْرو بِالْكَسْرِ: طَاعَته وسلطانه. وَعَمْرو هُوَ عَمْرو بن هِنْد ملك الْعَرَب. وفدك بِفَتْح
والقذع بِفَتْح الْقَاف والذال الْمُعْجَمَة: اسْم بِمَعْنى السب البليغ. يُقَال: أقذع فلَان لفُلَان أَي: استقبله بِكَلَام قَبِيح. وباق أَي: يبْقى على الدَّهْر بجريانه على أَفْوَاه النَّاس.
والقبطية بِضَم الْقَاف وَكسرهَا: ثِيَاب بيض تصنع بِالشَّام وَقد يَقع على كل ثوب أَبيض.
والودك: الدسم.
يَقُول: لَئِن نزلت بِحَيْثُ لَا أدركك ليردن عَلَيْك هجوي ولأدنسن بِهِ عرضك كَمَا يدنس الدسم الثِّيَاب الْبيض.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: فَلَمَّا أَتَت القصيدة الْحَارِث بن وَرْقَاء لم يلْتَفت إِلَيْهَا فَقَالَ زُهَيْر: الوافر
(تعلّم أنّ شرّ النّاس حيٌّ ... يُنَادي فِي شعارهم يسَار)
(وَلَوْلَا عسبه لرددتموه ... وشرّ منيحةٍ عسبٌ معار)
(إِذا جمحت نِسَاؤُكُمْ إِلَيْهِ ... أشظّ كأنّه مسدٌ مغار)
(يبربر حِين يعدو من بعيدٍ ... إِلَيْهَا وَهُوَ قبقابٌ قطار)
(كطفلٍ ظلّ يهدج من بعيدٍ ... ضئيل الْجِسْم يعلوه انبهار)
(إِذا أبزت بِهِ يَوْمًا أهلّت ... كَمَا تبزي الصّعائد والعشار)
(فأبلغ إِن عرضت لَهُم رَسُولا ... بني الصّيداء إِن نفع الحوار)
وَقَوله: تعلم أَن شَرّ النَّاس الخ الشعار: عَلامَة الْقَوْم فِي سفرهم وغزوهم وحربهم نَحْو: يَا أَفْلح وَيَا سَلامَة فَيصير كل قوم إِلَى داعيهم وَكَانَ شعار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم حنين يَا أهل الْقُرْآن.
فَلَمَّا انهزم النَّاس صَاح الْعَبَّاس: يَا أهل الْقُرْآن فَرجع النَّاس وَكَانَ الْفَتْح ويسار: عبد زُهَيْر.)
والعسب: الضراب وَالْجِمَاع. يَقُول: لَوْلَا حَاجَة نِسَائِكُم إِلَيْهِ لرددتموه عَليّ. والمنيحة: الْعَارِية.
وجمحت: مَالَتْ. وأشظ: قَامَ مَتَاعه وصلب وَاشْتَدَّ. والمسد: الْحَبل. والمغار: الشَّديد الفتل. يُقَال: أغرت الْحَبل أَي: فتلته محكماً.
ويبربر: يصوت مثل بربرة الْفَحْل إِذا أَرَادَ النَّاقة والتيس إِذا أَرَادَ الشَّاة. والقبقاب: المصوت من القبقبة وَهِي هدير الْفَحْل. والقطار بِضَم الْقَاف: الْقَائِم المنتصب الرَّأْس يقطر إحليله من الشَّهْوَة.
والهدجان: مقاربة الخطو فِي سرعَة والانبهار: علو النَّفس عِنْد التَّعَب. شبهه فِي عدوه على أَربع إِلَيْهَا عِنْد إِرَادَة الْفَاحِشَة وعلو نَفسه من الْحِرْص والشهوة بطفل صَغِير يحبو بَينهم لضَعْفه.