على أَن هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الْوَاو مخفف هَؤُلَاءِ بِحَذْف ألف هَا وقلب همزَة أولاء واواً.
وَقَالَ ابْن جني فِي الخاطريات: الأَصْل هَؤُلَاءِ فحذفت الْألف ثمَّ شبه هؤل بعضد فسكن ثمَّ أبدل الْهمزَة واواً وَإِن كَانَت سَاكِنة بعد فَتْحة تَنْبِيها على حركتها الْأَصْلِيَّة.
وَمثله فِي المعتل قَول بَعضهم فِي بئس: بيس بياء سَاكِنة بعد الْبَاء.
وأسهل من ذَلِك أَن يُقَال: أبدل الْهمزَة من هَؤُلَاءِ واوا على غير قِيَاس ثمَّ استثقلت الضمة على الْوَاو فأسكنت فحذفت الْألف لالتقاء الساكنين.
وَقَالَ الشلوبين فِي حَاشِيَته على الْمفصل: كثر هَؤُلَاءِ فِي كَلَامهم حَتَّى خففوه فَقَالُوا هولاء.
قَالَ الشَّاعِر: الوافر
(تجلّد لَا يقل هولاء هَذَا ... بكلا لمّا بَكَى أسفا عليكا)
فالقافية فِي رِوَايَة الشلوبين كَافِيَة. وَلم أدر أَي الرِّوَايَتَيْنِ صَحِيحَة لِأَنِّي لم أَقف على شَيْء بِأَكْثَرَ من هَذَا. وَالله أعلم.
وتجلد: فعل أَمر من الجلادة وَهُوَ التحفظ من الْجزع. ويقل مجزوم بِلَا الناهية.
وَأنْشد بعده
الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الأربعمائة الطَّوِيل
(فَقلت لَهُ والرّمح يأطر مَتنه ... تأمّل خفافاً إنّني أَنا ذلكا)