:
(إِذا مَا الثريا فِي السَّمَاء كَأَنَّهَا ... جمان وَهِي من سلكه فتسرّعا)
قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا قُلْنَا: مَا عندنَا شَيْء قَالَ: قَول أبي قيس بن الأسلت:
(وَقد لَاحَ فِي الصُّبْح الثريا لمن رأى ... كعنقود ملاّحيّة حِين نوّرا)
قَالَ: فَحكم لَهُ عَلَيْهِم فِي هذَيْن الْمَعْنيين بالتقدم. انْتهى.
وَهَذَا الْبَيْت الْأَخير من أَبْيَات علم الْمعَانِي ولأجله أوردت هَذِه الْحِكَايَة.
الْبَيْت الشَّاهِد كَونه لِابْنِ الأسلت هُوَ مَا ذكره أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي فِي كتاب النَّبَات وَهُوَ من معرفَة الْأَشْعَار أديب غير مُنَازع فِيهَا. وَقد نسبه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأجاجي إِلَى الشماخ وَقد راجعت ديوانه فَلم أَجِدهُ فِيهِ.
وَنسبه بعض شرَّاح شَوَاهِد كتاب سِيبَوَيْهٍ لرجل من كنَانَة. وَنسبه بعض فضلاء الْعَجم فِي شرح أَبْيَات الْمفصل تبعا للزمخشري فِي شرح أَبْيَات الْكتاب لأبي قيس بن رِفَاعَة الْأنْصَارِيّ.
أَقُول: لم يُوجد فِي كتب الصَّحَابَة من يُقَال لَهُ أَبُو قيس بن رِفَاعَة وَإِنَّمَا الْمَوْجُود قيس بن رِفَاعَة وَهُوَ وَاحِد أَو اثْنَان. قَالَ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة فِي الْقسم الأول: قيس بن رِفَاعَة الوَاقِفِي من بني وَاقِف