روى صَاحب الأغاني بِسَنَدِهِ إِلَى الْمبرد قَالَ: قَالَ لي صَالح بن حسان: أَنْشدني بَيْتا خفراً فِي امْرَأَة خفرة شريفة فَقُلْنَا: قَول حَاتِم:
(يضيء لَهَا الْبَيْت الظليل خصاصه ... إِذا هِيَ يَوْمًا حاولت أَن تبسما)
فَقَالَ: هَذِه من الْأَصْنَام أُرِيد أحسن من هَذَا قُلْنَا: قَول الْأَعْشَى:
(كَأَن مشيتهَا من بَيت جارتها ... مرّ السحابة: لَا ريث وَلَا عجل)
فَقَالَ: هَذِه خرّاجة ولاجة قُلْنَا: بَيت ذِي الرمة:
(تنوء بأخراها فلأياً قِيَامهَا ... وتمشي الهوينى من قريب فتبهر)
فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِمَّا أردْت إِنَّمَا وصف هَذِه بالسمن وَثقل الْبدن فَقُلْنَا: مَا عندنَا شَيْء.
فَقَالَ: قَول أبي قيس بن الأسلت:
(ويكرمها جاراتها فيزرنها ... وتعتلّ عَن إتيانهن فَتعذر)
(وَلَيْسَ لَهَا أَن تستهين بجارة ... وَلكنهَا منهنّ تحيا وتخفر)
ثمَّ قَالَ: أنشدوني أحسن بَيت وصفت بِهِ الثريا: قُلْنَا: بَيت ابْن الزبير الأسديّ:)
(وَقد لَاحَ فِي الْغَوْر الثريا كَأَنَّمَا ... بِهِ راية بَيْضَاء تخفق لِلطَّعْنِ)
قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا قُلْنَا: بَيت امْرِئ الْقَيْس: قَالَ: أُرِيد أحسن من هَذَا قُلْنَا: بَين ابْن الطثرية