ذكر التفريع:

ما العود إن فاح نشرًا أو شدا طربًا ... يومًا بأطرب من تفريع وصفهم

هذا النوع، أعني التفريع، وهو ضد التأصيل، هو أن يصدّر الشاعر أو المتكلم كلامه باسم منفي، بما خاصة، ثم يصف ذلك الاسم المنفي بأحسن أوصافه المناسبة للمقام، إما في الحسن وإما في القبح، ثم يجعله أصلًا يفرع منه جملة، من جار ومجرور، متعلقة به تعلق مدح أو هجاء أو فخر أو نسيب أو غير ذلك، ثم يخبر عن ذلك الاسم بأفعل التفضيل، فتحصل المساواة بين الاسم المجرور بمن وبين الاسم الداخل عليه ما النافية؛ لأن حرف النفي قد نفى الأفضلية. فتبقى المساواة بين ذلك أن تقول: ما الزهر إذا بكى الغمام فضحك، بأحسن من أخلاق زيد. فالمساواة بين الزهر والأخلاق ههنا ثابتة، بالشروط المذكورة، ومن الأمثلة الشعرية قول الأعشى:

ما روضة من رياض الحسن معشبة ... غناء جاد عليها مسبل هطل1

يضاحك الزهر منها كوكب شرق2 ... مؤزر بعميم النبت مكتهل

يومًا بأطيب منها طيب رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015