وبيت الشيخ صفي الدين قوله:

قادوا الشواذب كالأجبال حاملة ... أمثالها ثبتة في كل مصطدم1

العميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله:

للخير والشر إيضاحًا به فبذا ... أمر وعن ذاك نهيٌ حب نصحهم

والذي أقوله: إن الشيخ عز الدين -غفر الله له- لم يتضح في بيته غير الإشكال.

وبيت بديعيتي تقدم قولي قبله في وصف الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- بحسن الاتباع والصبر والإقدام، إلى أن قلت في المواردة:

كأنما الهام أحداق مسهدة ... ونومها واردته في سيوفهم

ثم إني قلت بعده في الإيضاح:

هذا وتزداد إيضاحًا مخافتهم ... في كل معترك من بطش ربهم

الإطناب والمبالغة، في وصف الصحابة -رضي الله عنهم- قد تقدم بالشجاعة التي هي فوق الوصف، فلما قلت في هذا البيت: إن مخافتهم تزداد إيضاحًا في كل معترك، ظهر اللبس فأوضحته بقولي: من بطش ربهم. والتورية بتسمية النوع، الذي هو المطلوب هنا، محاسنها لم تفتقر إلى الإيضاح، والله الموفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015