لها أربع لكن بساق رأيتها ... على السعي في الأحياء بالنفع تدأب1

وما نال إثْمًا في تعاطيه بعدما ... رأيناه من تلك العتيقة يشرب

وشم فما المفتوح كم راح سائلًا ... وما نطقت حرفًا عن القصد يعرب

وترضع أحيانًا وما حان رضعها ... وكم من فتى في حملها راح يرغب

وتحمل ما فيه الحياة لربها ... فيا حبذا منها البسيط المركب2

وترسله فاعجب له من مسلسل ... غدا مرسلًا عن الرواية تعجب3

وكم من خليع شمته إذ تعتقت ... يمد إليها الراح لهوًا ويطرب

وكم قد تعبدنا بتحريف لفظها ... ولم أر بالتحريف من يتقرب

وتصحيفها يا جبهة الدهر بلدة ... حواها من الأقطار شرق ومغرب

وتوجد في الأفلاك عالية لها ... ويألفها بعض الجواري ويصحب

ويا من لرق الفضل أصبح مالكًا ... فما لي إلا نحو علياه مذهب

تلفت للغز نحو بابك قد أتى ... وكل غدا من ظرفه يتعجب

وقال بعضهم ملغزًا في قربة السباحة:

وذات فم طورًا تسبح ربها ... ولم تكتسب أجرًا بتسبيحها قط

معانقة الصبيان مضمرة الهوى ... كأن بقايا قوم لوط لها رهط

قلت: أما لغز الشيخ بدر الدين في القرية فنسيج وحده، وما ذاك إلا أنه لم يحتج فيه إلى عقادة من تمذهب بغير مذهبنا، ولم يسبكه في غير قوالب التورية، وقد أذكرني لغزًا ألغزته في قصب السكر بطرابلس المحروسة، وقد أنشدني بعض المخاديم وهو المقر المرحوم الشهابي الدنيسري لغزًا في قصب السكر أيضًا، وهو:

وحاملة درًا حكى الخمر لذة ... ونشرًا يروي شربه ويقوت

تعيش إذا لم يبد منها فإن بدا ... فمهجتها في إثر ذاك تفوت

فلم تر عيني مرضعًا في مثالها ... من الخلق تسقي درها وتموت

وقال بعد الإنشاد: ولا أعلم في هذا الباب مثل هذا اللغز؛ لأنه سالم من التعقيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015