والتصحيف والتحريف والعكس والحذف والإبدال، فنظمت هذا اللغز في يوم الإنشاد وهو:

وعسالة تبدو بغير أسنة ... ولا طعن فيها وهي داخلة الصدر1

ممشقة هيفاء حلو مذاقها ... به يطرح في المهمة القفر2

منعمة لقاء مهضومة الحشا ... تكاد بأن تنقد من رقة الخصر

وتحلو على البيض الرشاق شمائلًا ... إذا ما تثنت في غلائلها الخضر

يلذ قبيل العصر في الظهر رشفها ... وبرد لماها من أليم الجوى يبري

وإن سقيت ماء سقتك سلافة ... بطيب مزاج وهي طيبة النشر4

وينبت حلو الثغر حلو نباتها ... فيرشف أرياقا ألذ من الخمر

وإن لمعت في ثغرها وتبلجت ... دع ابن جلا يقرع ثناياه في الثغر5

على عودها كم للرباب مواقع ... وموصولها يغني عن الناي والزمر

وإن قطعوا موصولها شببت به ... ألو الذوق تشبيبًا شفى غلة الصدر

وترفع بعد النصب والكسر جرها ... فتجزم ما للفارسي من الذكر

وهمزاتها همزات وصل وقطعها ... إذا ما أميلت جائز لك يا مقري6

وفي أول الأعراف تروي من الظما ... وتضرم نيران الجوى وهي في العصر

ومن حلها إن أفرغت في قوالب ... يقول الورى هذا هو السكر المصري

ومن أجل ذا عنها ابن سكرة روى ... وأما النباتي قال من ههنا قطري

كذا ابن الجلاوي قلبه معها يرى ... كسيرًا وكم قد أوردته لظى الجمر

فيا من حلا ذوقًا وحل بدائعي ... وفي عقد عقد الألغاز يا نافت السحر

تأملت بعد الحل كيف تنوعت ... حلاوتها حتى رقت منبر الشكر

بنية فكر من حماة تغربت ... وغربتها والله قد أشغلت فكري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015