القريب، ويحتمل أن يكون من الملاحة، وهذا هو المعنى البعيد المورى عنه، ولازمه ملية بالحسن، وقد تعارض اللازمان، وهذا هو الشاهد على هذا القسم الذي اختاروه أن يكون قسمًا ثانيًا للتورية المجردة، وأقرب منه قول الشيخ زين الدين بن الوردي:
قالت إذا كنت تهوى ... أنسي وتخشى نفوري
صد ورد خدي وإلا ... أجور ناديت جوري
ومثله قول الشيخ جمال الدين بن نباتة:
حملت خاتم فيه فصًّا أزرقا ... من كثرة اللثم الذي لم أحصه
لولاه ما علم الرقيب فيا له ... من خاتم نقل الحديث بفصه
والأشباه والنظائر من هذا القسم كثير، والغرض أن اللازمين، إذا تعارضا وتكافآ في التورية، يلحق هذا القسم بالتورية المجردة.
انتهى الكلام على التورية، وقد قدمت من نظم الجماعة الذين مشوا تحت العلمين المشهورين ما هو أشهر من الأعلام، فالمتأمل إذا جمع بين طرفي هذا الباب، وعرف الأنواع والأقسام، وضع كل شيء في محله فإني كشفت له اللثام عن وجه التورية، وأما أبيات البديعيات فقد تقدم ذكرها، والله أعلم بالصواب.