والشيخ الأديب الفاضل سراج الدين عمر الوراق المصري، سمعته ينشد لنفسه:
واخجلتي وصحائفي مسوّدة ... وصحائف الأبرار في إشراق
وتوقفي لموبخ لي قائل ... أكذا تكون صحائف الوراق
والأديب الفاضل نصير الدين المناوي الحمّامي أنشدني لنفسه:
أحب من الدنيا إلَيّ وما حوت ... غزال تبدى لي بكأس رحيق1
وقد شهدت لي سنة اللهو أنني ... أحب من الصهباء كل عتيق2
فأنشدته لي:
إني إذا آنت هَمًّا طارقًا ... عجَّلت باللذات قطع طريقه
ودعوت ألفاظ المليح وكأسه ... فنعمت بين حديثه وعتيقه3
وجماعة يطول ذكرهم، ويعز عليَّ أن لا يحضرني الآن شعرهم.
وأما مصنفاتي التي هي كالياسمين لا تساوي جمعها، ولولا الخزائن الشريفة السلطانية الملكية المؤيدية تجبرها، ما استخرت نصبها ورفعها، فهي: كتاب مجمع الفرائد، القطر النباتي، سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، منتخب الهدية من المدائح المؤيدية، الفاضل من إنشاء الفاضل، زهر المنثور، أبرار الأخيار، شعائر البيت، التقوى لم تكمل إلى الآن، الأرجوزة المسماة فرائد السلوك في مصائد الملوك.
أجزت لك أعزك الله روايتها عني، ورواية ما أدونه وأجمعه بعد ذلك حسبما اقترحه استدعاؤك ونمقه، ونسخه وحققه وتضمنه سؤالك الذي تصدقت به، فمنك السؤال ومنك الصدقة، والله تعالى يشكر عهدك الجميل، وكلماتك الجزلة وكرمك الجزيل ويمتع بك فنون الفضائل الملتجئة إلى ظل قلمك الظليل، ولا يعدم الأحباب والآداب من اسمك وسميك خير صاحب وخليل.
قال ذلك وكتبه محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن بن صالح بن على بن يحيى بن طاهر بن محمد بن الخطيب بن يحيى بن عبد الرحيم بن نباتة الفارقي الحذاقي ثم المصري، عفا الله عنه.
انتهى ما أوردته من استدعاء الشيخ صلاح الدين وسؤاله، وجواب الشيخ جمال