التي تغدو الطروس بها وكأنها رياض محبرة، أو سماء بالنجوم زاهرة، إن لم ترض أن تكون في الأرض رياضًا مزهرة.

أدب على الحصري يعلو تاجه ... وله ابن بسام بكى ألوانًا

وترسل سبحان من قد زاده ... منه وأعطى الفاضل النقصانا

وكتابة لعلوها في وضعها ... ليس ابن مقلة عندها إنسانا

فلكم أخى فضل رأت عيناه ... في الأوراق لابن نباتة بستانا

جمال الدين أبي عبد الله، محمد ابن الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن نباتة، جمع الله به شتات أهل الأدب في درجة هذه الدولة، ولَمَّ به شعث أبنائه الذين لا صون لهم ولا صولة، وأقام به عماد أبيات الشعر التي لولاها لما عرفت دار مية من أطلال خولة1، إجازة كاتب هذه الأحرف فسح الله له في مدته برواية المصنفات في الأحاديث النبوية، والتأليفات الأدبية، على اختلاف أوضاعهما وتباين أجناسهما وأنواعهما، بحسب ما يؤدي ذلك إليه واتصل به من سماع أو إجازة، أو وصية أو وجازة، من مشايخ العلم الذين أخذ عنهم وإجازة ماله أحسن الله إليه من مقول، نظمًا أو نثرًا أو تأليفًا أو وضعًا، إجازة خاصة، وإثبات ما له من التصانيف إلى هذا التاريخ بخطه الكريم، وإجازة ما لعله يقع بعد ذلك إجازة عامة على أحد القولين في المسألة، فإن الرياض لا ينقطع زهرها، والبحار لا ينفد درها، وإثبات ما يحسن إيراده في هذه الإجازة من المقاطيع الرائقة، والأبيات اللائقة، وذكر نسبه ومولده ومكانه متفضلًا، في ذلك، وكتب كتبه خليل بن أيبك عبد الله الأيبكي بالقاهرة المحروسة، في مستهل شعبان المبارك سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وكتب الشيخ جمال الدين بن نباتة الجواب مجيبًا لسؤال الشيخ صلاح الدين الصفدي، رحمهما الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، حمدًا لله الذي إذا توجه إليه ذو السؤال، فاز، وإذا استدعى كرمه ذو الطلب أجاب وأجاز، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، كعبة القصد التي ليس بينها وبين النجح حجاز، وعلى آله وصحبه حقائق الفضل والفضل من بعدهم مجاز.

فلو لزم في كل الأحوال تناسب المخاطبة، وكان جواب السؤال بحسب ما بينهما من شرف المناسبة، لما رضي سجع الحمائم لمطارحته نوعًا من الأطيار، ولا قبل فصحاء الأول مراجعة الصدى من الديار، ولا قنع غمز حواجب الأحبة برد القلوب الهائمة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015