سهل شديد له بالمعنيين بدا ... تألف في العطا والدين للعظم
هذا النوع، وهو ائتلاف المعنى مع المعنى، ضربان: فالأول في الاصطلاح، هو أن يشتمل الكلام على معنى معه أمران: أحدهما ملائم، والآخر بخلافه، فيقرنه بالملائم. واستشهدوا عليه بقول أبي الطيب المتنبي:
فالعرب منه مع الكدري طائرة ... والروم طائرة منه مع الحجل1
وقالوا: إن تقوية المعنى الأول، مناسبة القطا الكدري مع العرب، لأنه يلائمهم بنزوله في السهل من الأرض، وينفر من العمران ويستأنس بالمهمة، ولا يقرب العمران إلا إذا زاد به العطش وقل الماء في البر. ومناسبة الحجل مع الروم، أنها تسكن الجبال، وتنزل في المواضع المعروفة بالشجر.
والضرب الثاني هو أن يشتمل الكلام على معنى وملائمين له، فيقرن بهما ما لاقترانه مزية. واستشهدوا على هذا الضرب الثاني، بقول أبي الطيب المتنبي أيضًا:
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم2
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم3
وقالوا: إن عجز كل من البيتين يلائم كلا من الصدرين، وما اختار ذلك الترتيب إلا