حتى تراه عائدًا من أفقه ... متلزمًا طائره في عنقه
أفلح من كان على يسراه ... حتى غدت حاسدة يمناه
تلك يد لا تعرف الإعسارا ... لأجل هذا سميت يسارا
وكل صقر مسبل الجناح ... مواصل الغدو والرواح
ذي مقلة لها ضرام واقد ... يكاد يشوي ما يصيد الصائد
كأنما المخلب منه منجل ... لحصد أعمار الطيور مرسل
يا حبذا طيور جد ولعب ... تهوي إلى الأرض وللأفق تشب
من سنقر عالي المدى والشان ... معظم الأخبار والعيان1
يصعد خلف الرزق ليس يمهله ... كأنه من السما يستعجله
ومن عقاب بأسها مروع ... كأنها للطير جن يصرع
كم جلبت لطائر من وهن ... وكم وكم قد أهلكت من قرن2
وحبذا كواسر الكواهي ... عديمة الأنظار والأشباه3
مخصوصة بالطرد القويم ... حدباء كظهر الذنب الرقيم
ذاك لعمري حدب للرائي ... يعدل ملك القلعة الحدباء
هذا وقد تجهزت أعداد ... يجمعها الكلاب والفهاد
من كل فهد عنتري الحمله ... إذا رأى شخص مهاة عبله4
مبارك الإقبال والإعراض ... مستقبل الحال بناب ماض
كأنه من حسدة اكتسابه ... قد أحرق الأنجم في إهابه
له على مسايل الجفون ... خط كخط الألفات الجون5
ما أبصر المبصر خطًّا مثله ... وكيف لا والخط لابن مقله
وكل منسوب إلى سلوق ... أهرت وثاب الخطا ممشوق6
طاوي الفؤاد ناشر الأظافر ... يا عجبًا منه لطاوٍ ناشر