أسود إلا لمعة في الصدر ... كأنها نور الهدى في الكفر
فلم تزل قسينا الضواري ... تصيبها بأعين الأوتار
حتى غدت دامية النحور ... ساقطة منها على الخبير
كأنها وهي لدينا وُقّع ... لدى محاريب القسي ركع
واصبحت أطيارنا قد حصلت ... ولم تسل بأي ذنب قتلت
مستتبعًا وجه العشا وجه السحر ... وكل وجه منهما وجه أغر
يا لك من صيد مقر العين ... مرضي الصحاب وهو ذو الوجهين
لم نرض وما وفى من الأماني ... حتى شفعناه بصيد ثاني
صيد الملوك الصيد بالكواسر ... والخيل في وجه الصباح السافر1
ذاك الذي تصبو له الجوارح ... فهي إلى طلابه طوامح
واثقة بالرزق حيث كانا ... تغدو خماصًا وتجي بطانا2
سرنا على اسم الله والمناجح ... نعوم في الأقطار بالسوابح3
خيل تحاذي الصيد حيث مالا ... كأنها أضحت له ظلالا
تسعى بها قوائم لا تتبع ... وكيف لا وهي الرياح الأربع
تحفنا من فوقها غلمان ... كأنهم لدوحنا أغصان
ترك تريك في سماء الملبس ... كواكبًا طالعة في الأطلس4
منظومة الأوساط بالسلاح ... من كل سهم زجل الجناح5
وكل عضب ذرب المقاطع ... يحرّف الهام عن المواضع6
على يد السائر منهم زاده ... من كل باز قرم فؤاده7
قد كتبت في صدره حروف ... تقرا بما تقوى به الضيوف
وكل شاهين شهي المرتمى ... كبارق طار وصوب قد همي8
بينا تراه ذاهبًا لصيده ... معتصمًا بأيده وكيده9