يعض بالبيض ويخطو بالقنا ... ويسبق الوهم لإدراك المنى

كالقوس إلا أنه كالسهم ... والغيم يجلو عن شهاب الرجم

إذا تراءى بقر الوحش اندفع ... كأنه المريخ في الثور طلع1

قاصرة عن يده عيناه ... مشروطة برجله أذناه

يشفعه كل عزيز عاري ... مغالب الصيد على الأوكار

واهًا لها من أكلب طوارد ... معربة عن مضمر المصايد

قد بالغت من طمع في كسبها ... ففتشت عن أنفس لم تخبها

حتى إذا تمت بها الأمور ... حفت بنا لصيدها الطيور

ما بين روضات مددنا نحوها ... وحول آفاق ملكنا جوها

واستقبلت أطيارها البزاة ... معلمة كأنها الغزاة2

فلم تزل تسطو سطا الحجاج ... على الكراكي إلى الدراج3

حتى غدت تلك البزاة صرعى ... مجموعة على التراب جمعا

على الربا من دمها خلوق ... كأن كل نبتها شقيق

ثم عطفنا للوحوش السائحة ... واستبقت تلك الضواري الطامحة

كلاب صيد بينها سناقر ... تفعل في الوحش بها الفواقر

تخشى بها العقر على نفوسها ... فالطير لاشك على رءوسها

وللكلاب حولها مغار ... يكاد أن تقدح منه النار

من نمر لسانه يلوب ... تقول هذا كوسج مخضوب4

يعانق الظبي عناق الوامق ... ما كان أغنى الظبي عن معانق

والفهد لايشتد على الآجال ... شد وصي السوء في الأموال

لا يهمل القصد ولا يخون ... كأن كل جسمه عيون

وللزعاريات خلف الأرنب ... حقائق تبطل كيد الثعلب5

كم برحت بالهارب المكدود ... وطوحت بصاحب الأخدود

وربما مرت ظباء ومها ... للنبل في أكل حشاها مشتهى

قد نسجت ملاءة من عنبر ... تخاط من قرونها بالإبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015