المناسبة في بيت الشيخ صفي الدين، بين التجار والسوق واللجة والجوهر، وهو بيت عامر بمحاسن هذا النوع.

وبيت العميان في بديعيتهم:

يروى حديث الندى والبشر عن يده ... ووجهه بين منهل ومبتسم

هذا البيت ما رأيت له وجهًا يظهر به مراعاة النظير، ولا بينه وبين المناسبة البديعية نسب ثابت، ولكن رأيت الشيخ أبا جعفر، شارح هذه البديعية، أعني بديعية العميان، قال إن العنعنة في البيت بعن تناسب الرواية في الحديث، والندا والبشر فيهما مناسبة للكرم. ولعمري إن الشيخ رحمه الله استسمن من وجه هذا البيت ذا ورم، ونفخ من نفسه في غير ضرم، وهذا لعمري جهد من لا جهد له.

وبيت عز الدين الموصلي:

وارع النظير من القوم الأولى سلفوا ... من الشباب ومن طفل ومن هرم

المناسبة في بيت الشيخ عز الدين بين الشباب والطفل والهرم، أظن أنه قصد بها النسبة إلى آدم عليه السلام.

وبيت بديعيتي:

ذكرت نظم اللآلي والحباب له ... راعى النظير بثغر منه منتظم

المناسبة هنا ما بين اللآلي ونظم الحباب ونظم الثغر بديعة عند أهل النظم، هذا مع حسن التشبيه بالمناسبة البديعية، وفي نور هذا الماثل ما يمحو ظلمة الإشكال عند مراعاة النظير، هذا مع رقة الانسجام ومغازلة عيون الغزل في تسمية النوع البديعي وحلاوة توريته، وقد حبست عنان القلم، وإن كانت المهجة في هذا المعرك الضيق قد ذابت، لئلا يقال كثر فارتابت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015