ولسانه يحوجه اللدد1 إلى أن يخرج فيجرح، وأتوكل عليه في صد الباطل وصرفه، وأسأله الإعانة على كل باحث عن حتفه بظلفه ثم اختفى في بعض الخمائل، وتمثل بقول القائل:

سل السيف عن أصل الفخار وفرعه ... فإني رأيت السيف أفصح مقولا

فلما وعى القلم خطبته الطويلة الطائلة2، ونشطته الجليلة الجائلة، وفهم كتابته وتلويحه وتعريضه بالذم وتصريحه، وتعديله في الحديث وتجريحه3، واستغاث باللفظ النصير، واحتد وما أدراك ما حدَّة حده القصير وقام في دواته وقعد، واضطرب على وجه القرطاس وارتعد، وعدل إلى السب4 الصراح، ورأى أنه إن سكت تكلم ولكن بأفواه الجراح، فانحرف إلى السيف وقال: أيها المعتز بطبعه، المغتر بلمعه، الناقض حبل الإنس بقطعه، الناسخ بهجيره من ظلال العيش فيأ السراب الذي {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} 5 الحبيس الذي طالما عادت عليه عوائد شره الكمين، الإبليس الذي لو أمر بالسجود لقال {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} 6 أتعرض بسبي، وتتعرض لمكايد حربي ألست ذا الخدع البالغة، والحرب خدعة، والمنن النافعة، ولا خير فيمن لا تبغي الأنام نفعه، ألست المسود7 الأحق بقول القائل:

نفس عصام سودت عصاما ... وعلمته الجود والإقداما8

أتفاخرني وأنا للوصل وأنت للقطع، وأنا للعطاء وأنت للمنع، وأنا للصلح وأنت للضراب، وأنا للعمارة وأنت للخراب، وأنا المعمر وأنت المدمر، وأنت المقلد وأنا صاحب التقليد، وأنت العابث وأنا المجود ومن أولى من القلم بالتجويد، فما أقبح شبهك، وما أشنع يومًا ترى فيه العيون وجهك، أعلى مثلي يشق9 القول، ويرفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015