ذكر المراجعة:

قال اصطبر قلت صبري ما يراجعني ... قال احتمل قلت من يقوى لصدهم

المراجعة ليس نحتها كبير أمر، ولو فوض إليَّ حكم في البديع ما نظمتها في أسلاك أنواعه، وذكر ابن أبي الأصبع أنها من اختراعاته، وعجبت من مثله كيف قربها إلى الذي استنبطه من الأنواع البديعية الغريبة، كالتهكم والافتنان والتدبيج والهجاء في معرض المدح والاشتراك والألغاز والنزاهة، ومنهم من سمى هذاالنوع، أعني المراجعة، السؤال والجواب، وهو أن يحكي المتكلم مراجعة في القول، ومحاورة في الحديث بينه وبين غيره، بأوجز عبارة وأرشق سبك، وألطف معنى، وأهس لفظ، إما في بيت واحد أو في أبيات، كقول عمر بن أبي ربيعة:

بينما ينعتنني أبصرنني ... مثل قيد الرمح يعدو بين الأغر1

قالت الكبرى ترى من ذا الفتى ... قالت الوسطى لها هذا عمر2

قالت الصغرى وقد تيمتها ... قد عرفناه وهل يخفى القمر3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015