قابل بين ليل وصبح، وشباب ومشيب، وحسن وقبح، والوصل والهجر، وهي مقابلة صحيحة بين الأضداد، وأتى بلفظة قابله اضطرارًا لتسمية النوع، وأما قوله: وا ندمي، فقافية مستدعاة أجنبية من المقابلة، فإنه لم يؤهلها لمقابلة ضد ولا لغيره، بل تركها بمنزلة الأجانب وبيت بديعيتي:
قابلتهم بالرضا والسلم منشرحًا ... ولّو غضابًا فيا حَرْبي لغيظهم
قد تقرر أن الشيخ عز الدين لم يأت بلفظة قابلة، في بيته إلا اضطرارا لتسمية النوع، فإنه لم يقابلها بشيء، فانظر كيف أتيت بلفظ قابلتهم في أول البيت، وقابلتها، في الشطر الآخر، بلفظة ولوا، ومقابلة بقية الأضداد من الرضا والغضب والسلم والحرب ظاهرة. وتميكن القافية بغيظهم ومقابلتها بالانشراح أظهر، فإن القافية إذا كانت ممكنة، وهي جارية في عداد1 المقابلات، كانت من أعلى رتب هذا النوع، كما تقدم في بيت المتنبي وبيت أبي دلامة. وقافية العميان منتظمة في هذا العقد، بخلاف بيت صفي الدين وبيت عز الدين. انتهى.