الحلي، ومبارزة الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله، وحمل ثقل العميان، فبيت الشيخ صفي الدين رحمه الله في بديعيته، وهو الشاهد على نوع الاستعارة:

إن لم أحث مطايا العزم مثقلة ... من القوافي تؤم المجد عن أمم1

وبيت العميان:

يقول صحبي وسفن العيس خائضة ... بحر السراب وعين القيظ لم تنم

بيت الشيخ صفي الدين وبيت العميان، لم يحسن السكوت عليهما ولا تتم الفائدة بهما، فإن بيت الشيخ صفي الدين، متعلق بما قبله، وبيت العميان متعلق بما بعده، وبيت الشيخ عز الدين صالح للتجريد وهو:

دع المعاصي فشيب الرأس مشتعل ... بالاستعارة من أزواجها العقم2

أقول: ولو بلغت ما عسى أن يكون، أن في قوله: من أزواجها العقم، ما يرعب السامع، وبيت بديعيتي:

وكان غرس التمني يانعًا فذوى ... بالاستعارة من نيران هجرهم

وقد تقدم أن المقدم، عند علماء البديع، الاستعارة المرشحة، فلفظة غرس رشحت بيانع، وأما قولي: بالاستعارة من نيران هجرهم، بعد ذوي، فما أعده إلا من المنح الإلهامية، فإن اسم النوع الذي هو الاستعارة جمع بين التورية والاستعارة والترشيح، مع عدم الحشو وصحة التركيب والمشي على جادة الرقة والالتزام بتسمية النوع مورى به من جنس الغزل. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015