مأخوذ من قول ابن المعتز:
ومشمولة قد طال بالنقص حينما ... حكت نار إبراهيم في اللون والبرد
حططنا الى خمّارها بعد هجعة ... رِحالَ مطايا لم تزل نوقها تحدي
وأحسن ما قيل في الفوّارة قول علي بن الجهم:
وفوّارة ثأرها في السماء ... فليست تقصر عن ثارها
تردّ على المزن ما أنزلت ... على الأرض من صوب مدرارها
وذكر مؤلف كتاب قلائد العقيان المعتصم بن صمادح، فأكثر له الممادح، وذكر أنّ دولته كانت منبعاً للجود، ومطلعاً للسعود، ومشرعاً للوفود، ووصفه برواج بضائع الرجاء في سوقه، وإنارة مطالع الفضلاء بشروقه، واتّساق نظام نفائس الأفاضل، واتّساع مجالي مجالس الأماثل، وتحلّي الساعات بمذاكرة الفضل، وتخلّي الأوقات عن مساورة الجهل، وكان متنقّلاً من مدارسة الى مؤانسة، ومن مذاكرة الى معاشرة، وهو من مغنى أدب، الى مثوى طرب، لم يزاحم مليكاً على ملكه، ولم ينظر إلا في إجراء فلَكه، وإرساء فلْكه، حتى قصد، وبالنّوائب أرصد، ونوزل وقوتل، وطالت عليه الطوائل، وغالته الغوائل فقضى نحبه، وما قضى حبه، وفاضت نفسه مضضاً، وزاده إحداق الأعداء به على مرضه مرضاً.
وقال وهو متوجع مضطجع، وقد علا منهم الصوت: نغّص علينا كل شيء حتى الموت، ورمق بطرفه الكليل، حظيّة له قد أخذت في البكاء والعويل، فقال:
ترفّق بدمعك لا تفنه ... فبين يديك بكاء طويل